فالذي يهيج الخوف حتى يسكن القلب: هو دوام المراقبة للّه عزّ و جلّ،
في السر و العلانية؛ و ذلك لعلمك بأن اللّه، تعالى، يراك و لا يخفى عليه شيء من
حركاتك ظاهرا و باطنا.
فعند ذلك يجل مقامه عليك في كل حركة ظاهرة و باطنة، و تحذر أن يرى
بقلبك شيئا مما لا يحبه و لا يرضاه بالوقوف منك على همك، إذا كان يعلم ما في نفسك.
فمن ألزم قلبه في الحركات كلها: أن اللّه تعالى، يراه: رجع عن كل ما
يكره بعون اللّه، فطهر قلبه و استنار، و سكنه الخوف، و دام حذره من اللّه؛ فكان
مشفقا في
[1] - انظر حديث القشيري عن الخوف برسالته ص 124- 131.
عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب
القرشي الهاشمي، أبو العباس. حبر الأمة، الصحابي الجليل. ولد بمكة. و نشأ في بدء
عصر النبوة، فلازم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و روى عنه الأحاديث الصحيحة.
و شهد مع عليّ الجمل و صفين. و كف بصره في آخر عمره، فسكن الطائف، و توفي بها. له
في الصحيحين و غيرهما. 166 حديثا.
الأعلام 4/ 95، و الإصابة ت 4772،
و صفة الصفوة 1/ 314، و حلية 1/ 314، و ذيل المذيل 21.