و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: «أعدى عدو لك: نفسك التي
بين جنبيك، ثم أهلك، ثم ولدك، ثم الأقرب فالأقرب»[2].
و يروى عنه صلّى اللّه عليه و سلم، أنه قال: «نفس إن قبقبها و نغمتها
ذمته غدا عند اللّه».
قيل له: و ما هي؟
قال: «أنفسكم التي بين جنبيكم».
فمن صفة الصادق في القصد إلى اللّه تعالى: أن يدعو نفسه إلى طاعة
اللّه تعالى، و طلب مرضاته، فإن أجابته حمد اللّه تعالى، و أحسن إليها.
فهكذا يروى عن أبي هريرة[3] رضي اللّه
عنه، أنهم رأوه يوطيء شيئا يفترشه.
فقيل له: ما هذا؟
[1] - نفس الشيء في اللغة وجوده، و عند القوم: ليس
المراد من إطلاق لفظ النفس الوجود و لا القالب الموضوع، إنما أرادوا بالنفس ما كان
معلولا من أوصاف العبد، و مذموما من أخلاقه و أفعاله للتوسع انظر حديث القشيري عن
النفس برسالته ص 86، 87.
[2] - أخرجه الزبيدي في( إتحاف السادة المتقين 7/ 206،
9/ 33)، و العراقي في( المغني عن حمل الأسفار 3/ 4).
[3] - أبو هريرة( 21 ق ه- 59 ه- 602- 679 م).-- عبد
الرحمن بن صخر الدوسي، الملقب بأبي هريرة. صحابي، كان أكثر الصحابة حفظا للحديث و
رواية له. نشأ يتيما ضعيفا في الجاهلية، و قدم المدينة و رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و سلم بخيبر، فأسلم سنة 7 ه، و لزم صحبة النبي، فروى عنه 5374 حديثا، نقلها
عن أبي هريرة أكثر من 800 رجل بين صحابي و تابعي. و ولي إمرة المدينة مدة. و لما
صارت الخلافة إلى عمر استعمله على البحرين، ثم رآه ليّن العريكة مشغولا بالعبادة
فعزله. و أراده بعد زمن على العمل فأبى، و كان أكثر مقامه في المدينة و توفي فيها.
و كان يفتي.
الأعلام 3/ 308، و تهذيب الأسماء
و اللغات 2/ 270، و الإصابة، الكنى ت 1179، و الجواهر المضية 2/ 418، و صفة الصفوة
1/ 285، و حلية الأولياء 1/ 376.