فأول الصدق: هو صدق العبد في الإنابة[1]
إلى اللّه تعالى، بالتوبة النصوح.
لقول اللّه عزّ و جلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً
[التحريم: 8].
و قال تعالى: وَ تُوبُوا إِلَى
اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور: 31].
و قال تعالى: لَقَدْ تابَ اللَّهُ
عَلَى النَّبِيِّ وَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ
[التوبة: 117].
فأول التوبة[2]: هو الندم
على ما كان من التفريط في أمر اللّه تعالى، و نهيه، و العزيمة على ترك العود في
شيء مما يكره اللّه، عزّ و جلّ، و دوام الاستغفار، و ردّ كل مظلمة للعباد من ما
لهم؛ و الاعتراف للّه تعالى؛ و لهم، و لزوم الخوف و الحزن و الإشفاق ألا تكون
مصححا؛ و الخوف أن لا تقبل توبتك و لا تأمن أن يكون قد رآك اللّه تعالى؛ على بعض
ما يكره فمقتك.
و هكذا يروى عن الحسن البصري[3]،
رضي اللّه عنه، أنه قال: ما يؤمّنني أن يكون قد رآني على بعض ما يكره، فقال: اعمل
ما شئت فلا غفرت؟
[1] - أناب إلى اللّه إنابة: رجع إليه و تاب، فهو منيب.
[2] - انظر حديث القشيري عن التوبة في رسالته ص 91- 97.
الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد.
تابعي، كان إمام أهل البصرة، و حبر الأمة في زمنه. و هو أحد العلماء الفقهاء
الفصحاء الشجعان النساك. ولد بالمدينة، و شبّ في كنف علي بن أبي طالب، و استكتبه
الربيع بن زياد والي خراسان في عهد معاوية، و سكن البصرة، و عظمت هيبته في القلوب
فكان يدخل على الولاة فيأمرهم و ينهاهم، و له مع الحجاج بن يوسف مواقف، و قد سلم
من أذاه.
و لما ولي عمر بن عبد العزيز
الخلافة كتب إليه: إني قد ابتليت بهذا الأمر فانظر لي أعوانا يعينوني عليه. فأجابه
الحسن: أما أبناء الدنيا فلا تريدهم، و أما أبناء الآخرة فلا يريدونك، فاستعن
باللّه.
أخباره كثيرة. و له كلمات سائرة و
كتاب في« فضائل مكة» توفي بالبصرة، الأعلام 2/ 226، 227، و ميزان الاعتدال 1/ 254،
و حلية الأولياء 2/ 131، و ذيل المذيل 93.