responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزهد المؤلف : الحسيني الشيرازي، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 7

1: عشق الزهد وأسبابه‌

أحبّ الصالحين ولست منهم‌

لعلّ الله يرزقني صلاحاً فقد كنت منذ صغري أحب الزهّاد، وأتمنّى أن أنخرط في سلكهم، حيث نشأت على ازدراء الدنيا بما أتيح لي من والد[1] (رحمه الله) كان ميّالًا إلى الإعراض عن الدنيا والاشتغال بالآخرة، وكان يرغّبني في عدم الاكتراث بزخارف الدنيا.


[1] - هو آية الله العظمى المرجع الورع السيد ميرزا مهدي الشيرازي( 1304- 1380 ه-). لقد كان على جانب هائل من الورع والتقوى والحذر من كل ما كرهه الله .. وكان ورعه مضرب الأمثال حتى أنه كان يتقي من انفاق الوجوه الشرعية في بيته إلّا إذا ألحت به الحاجة الماسة بل كان يستغني عنها- مهما استطاع- بالأموال الشخصية التي كان يحصلها أحياناً ..

وقال عنه الحاج ميرزا علي الشيرازي- وهو أطول أسرة الشيرازي عمراً وأشرف على جانب من حياته-: لقد أشرفت على حياته منذ ولادته فلم أر منه مكروهاً ودع عنك الحرام.

كان حافظاً للقرآن كله، فكان يواظب على قراءة جزء من القرآن حفظاً كل يوم بعد صلاة الصبح إلى آخريات أيام حياته- رغم انشغالاته الكثيرة بالمهام المرجعية- ..

كان- إلى جنب اجتهاده في الدراسة- يجتهد في تحصيل الملكات الفاضلة والزهد، فكان يقتنع من الطعام بما تهيأ له، وينام حتى على الأرض، حتى أن والدته منعته عن المنام كذلك فقال لها: دعيني وشأني فان العلم لا يحصل إلّا بالزهد .. وكان يخلو بنفسه كل يوم بعض ساعة لمراقبة أعماله حتى كتب في ذلك كراسات موبخاً نفسه على ما يفرض منها./

/ وقد قال مرة: إني لما اشتغلت بالدراسة تفكرت في ما يمكن أن يتصف به الطالب من الملكات السيئة فيرزي بكرامة طالب العلم فوجدتها على الأغلب لا تخلو عن ثلاث: 1- حب الصدارة في المجالس. 2- والجدل. 3- والطع فيما بأيدي الناس. قال: فأخذت على نفسي ترك الجلوس في الصدر إلّا بالحاح من أهل المجلس، وعلى ترك الجدل إطلاقاً حتى لا يجرني ذلك إلى اشباع حب الغلبة، وعلى الغض عما في أيدي الناس.

وقد خصص في الأسبوع بعض الساعات للخروج من سامراء- أيام سكناه فيها- لحفظ القرآن ومحاسبة النفس في الخلوة ..

راجع كتاب( حياة الإمام الشيرازي- قدس سره-) ص 15- 22..

اسم الکتاب : الزهد المؤلف : الحسيني الشيرازي، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست