«كان لألوان الحق مشاهدا و مراقبا، و لآثار الرسول 7 مساعدا و مصاحبا، تصانيفه مدونة مسطورة، و أقواله مبوبة مشهورة، و أحواله مصححة مذكورة، كان فى علم الأصول راسخا و راجحا، و عن الخوض فى الفضول جافيا و جانحا، و للمخالفين الزائغين قامعا و ناطحا، و للمريدين المنيبين قابلا و ناصحا».

و كتاب «الرعاية» من بين كتبه هو أهمها و أشهرها، و هو عمدة من صنف فى بابه بعده، و لا يكاد يذكر المحاسبى إلا و يذكر معه هذا الكتاب.

و من ثم اعتنى به العلماء قديما و حديثا، و طبع عدة طبعات، لعل أشهرها طبعتان:

الأولي: طبعة دار المعارف التى أخرجها و قدم لها فضيلة الإمام الأكبر الراحل الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود.

الثانية: طبعة دار الكتب العلمية التى حققها الأستاذ الفاضل عبد القادر أحمد عطا، الذى كان له جهد كبير فى إحياء التراث عامة و تراث المحاسبى خاصة.

غير أن الطبعة الأولى خلت من التحقيق و التوضيح إلا بذكر أرقام الآيات و السور التى وردت بالكتاب.

أما الطبعة الثانية فكثرت فيها أخطاء التخريج كثرة بالغة، إذ يبدو أن المحقق الفاضل كان يكتفى بورود جزء من الحديث أو مشابه له فى كتاب «المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوى» ثم ينقل منه من غير أن يراجع المصادر التى ذكرها ليتبين إن كان الحديث المطلوب هو الوارد فى تلك المصادر، أو هو