سمعت أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه، يقول: سمعت محمد بن عبد
اللّه الرازى يقول: سمعت أبا محمد الجريرى يقول: سمعت الجنيد يقول:
ما أخذنا التصوف عن القيل و القال، لكن عن الجوع؛ و ترك الدنيا، و
قطع المألوفات و المستحسنات.
سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه يقول: سمعت أبا بكر الرازى يقول:
سمعت أبا محمد الجريرى يقول: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا نصر
الأصبهانى يقول: سمعت أبا على الروذبارى يقول: سمعت الجنيد يقول لرجل ذكر المعرفة
و قال:
أهل المعرفة باللّه: يصلون إلى ترك الحركات[2]
من باب البر و التقرب إلى اللّه عز و جل.
فقال الجنيد: إن هذا قول قوم تكلموا باسقاط الأعمال، و هو عندى
عظيمة، و الذى يسرق و يزنى أحسن حالا من الذى يقول هذا فان العارفين باللّه تعالى
أخذوا الأعمال عن اللّه تعالى، و إليه رجعوا فيها، و لو بقيت ألف عام لم أنقص من
عمال البر ذرة إلا أن يحال بى دونها.
و قال الجنيد: إن أمكنك أن لا تكون آلة بيتك إلا خزفا، فافعل.
و قال الجنيد: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر
الرسول عليه الصلاة و السلام.