اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم الجزء : 1 صفحة : 67
فصرخ و قال: و يحكم هذا أبو تراب النخشبى،
فخلونى و اعتذروا إلى و أدخلنى الرجل منزله، و قدم إلى خبزا و بيضا، فقلت[1]: كلها بعد سبعين جلدة:
و حكى ابن الجلاء قال: دخل أبو تراب مكة طيب النفس، فقلت: أين اكلت
أيها الأستاذ؟ فقال: أكلة بالبصرة، و أكلة بالنباج، و أكلة هاهنا.
أبو محمد عبد الله بن خبيق
من زهاد المتصوفة، صحب يوسف بن أسباط.
كان كوفى الأصل. و لكنه سكن أنطاكية.
سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الفرج الورثانى يقول: سمعت أبا
الأزهر الميافارقينى يقول: سمعت فتح بن شخرف يقول: حدثنى عبد اللّه بن خبيق أول ما
لقيته فقال لى:
يا خراسانى، إنما هى أربع لا غير: عينك، و لسانك، و قلبك، و هواك ..
فانظر عينك لا تنظر بها إلى ما لا يحل، و انظر لسانك، لا تقل به شيئا
يعلم اللّه تعالى خلافه من قلبك؛ و انظر قلبك، لا يكن فيه غل و لا حقد على أحد من
المسلمين، و انظر هواك لا تهوى به شيئا من الشر، فاذا لم يكن فيك هذه الأربع من
الخصال، فاجعل الرماد على رأسك؛ فقد شقيت.
و قال ابن خبيق: لا تغتم إلا من شئ يضرك غدا، و لا تفرح إلا بشئ
يسرّك غدا.
و قال ابن خبيق: وحشة العباد عن الحق، أوحشت منهم القلوب، و لو أنهم
أنسوا بربهم لأنس بهم كل أحد.
و قال: أنفع الخوف ما حجزك عن المعاصى، و أطال منك الحزن على ما
فاتك، و ألزمك الفكرة فى بقية عمرك. و أنفع الرجاء: ما سهل عليك العمل.
و قال: طول الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة من القلب.