نسيج وحده فى وقته، له لسان[2]
فى الرجاء خصوصا، و كلام فى المعرفة.
خرج إلى بلخ، و أقام بها مدة.
و رجع إلى «نيسابور» و مات بها سنة: ثمان و خمسين و مائتين.
سمعت محمد بن الحسين رحمه اللّه، يقول: سمعت عبد اللّه بن محمد بن
أحمد بن حمدان العكبرى يقول: سمعت أحمد بن محمد بن السرى يقول: سمعت أحمد بن عيسى
يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول: كيف يكون زاهدا من لا ورع له؟. تورع عما ليس لك، ثم
ازهد فيما لك.
و بهذا الإسناد قال:
جوع التوابين تجربة، و جوع الزاهدين سياسة، و جوع الصديقين تكرمة.
و قال يحيى الفوت أشد من الموت؛ لأن الفوت انقطاع عن الحق، و الموت
انقطاع عن الخلق.
و قال يحيى: الزهد[3] ثلاثة
أشياء، القلة، و الخلوة، و الجوع.
و قال يحيى: لا تربح على نفسك بشئ أجل من أن تشغلها فى كل وقت بما هو
اولى بها.
و قيل: إن يحيى بن معاذ تكلم ببلخ فى تفضيل الغنى على الفقر، فأعطى
ثلاثين ألف درهم، فقال بعض المشايخ: لا بارك اللّه له فى هذا المال فخرج إلى
نيسابور، فوقع عليه اللص و أخذ ذلك المال منه.