responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 60

يا أبا سليمان، و قد وضعنا فى هذه ما أصابها، و لو كانت الأخرى لو وضعنا فيها.

فآليت على نفسى أن لا أدعو إلا و يداى خارجتان، حرا كان الزمن أو بردا.

و قال أبو سليمان: نمت عن وردى، فاذا أنا بحوراء تقول لى: تنام و أنا أربى لك فى الخدور منذ خمسمائة عام!!

أخبرنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهانى، قال: أخبرنا أبو عمرو الجولستى، قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال. حدثنا أحمد بن أبى الحوارى قال: دخلت على أبى سليمان يوما و هو يبكى، فقلت له ما يبكيك؟

فقال: يا أحمد، و لم لا أبكى، و إذا جن الليل، و نامت العيون، و خلا كل حبيب بحبيبه، و افترش أهل المحبة أقدامهم، و جرت دموعهم على خدودهم، و تقطرت فى محاريبهم، و أشرف الجليل؛ سبحانه و تعالى؛ فنادى: يا جبريل، بعينى من تلذذ بكلامى و استراح إلى ذكرى، و إنى لمطلع عليهم فى خلواتهم .. أسمع أنينهم .. و أرى بكاءهم، فلم لا تنادى فيهم يا جبريل: ما هذا البكاء؟!.

هل رأيتم حبيبا يعذب أحباءه؟

أم كيف يجمل بى أن آخذ قوما إذا جنهم الليل تملقوا[1] لى فبى حلفت: أنهم إذا وردوا على يوم القيامة لأكشفن لهم عن وجهى الكريم، حتى ينظروا إلىّ و أنظر إليهم‌[2].

أبو عبد الرحمن حاتم بن علوان‌

و يقال حاتم بن يوسف الأصم، من أكابر مشايخ خراسان.

و كان تلميذ شقيق، و أستاذ أحمد بن خضرويه.

قيل: لم يكن أصم، و إنما تصامم‌[3] مرة فسمى به.

سمعت الأستاذ أبا على الدقاق، رحمه اللّه، يقول:


[1] - أى إذا استرهم الليل توددوا.

[2] - و من أقواله:

لا ينبغى لفقير أن يزيد فى نظافة ثوبه على نظافة قلبه، ليشاكل باطنه ظاهره. ليت قلبى فى القلوب كثوبى فى الثياب ..

من صارع الدنيا صرعته. و من سكنت الدنيا قلبه ترحلت منه الآخرة ..

من أظهر الانقطاع إلى اللّه تعالى لزمه خلع ما دونه من عنقه ..

إذا بلغ العبد غاية الزهد أخرجه إلى التوكل ..

القناعة أول الرضا، و الورع أول الزهد ..

مفتاح الآخرة الجوع، و مفتاح الدنيا الشر، و مفتاح كل خير الخوف من اللّه تعالى.

[3] - تصامم: تكلف الصمم.

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست