اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم الجزء : 1 صفحة : 465
سمعت الأستاذ أباعلى يقول: وصف سهل بن عبد
اللّه رجلا بالولاية (خبازا بالبصرة) .. فسمع رجل من أصحاب سهل بن عبد اللّه ذلك،
فاشتاق إليه؛ فخرج إلى البصرة، فأتى حانوت الخباز .. فرآه يخبز و قد تنقب لمحاسنه[1] على عادة الخبازين، فقال فى نفسه:
لو كان هذا وليا لم يحترق شعره بغير نقاب. ثم إنه سلم عليه و سأله شيئا، فقال
الرجل: إنك استصغرتنى، فلا تنتفع بكلامى، و أبى أن يكلمه.
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى يقول: سمع عبد الرحمن الرازى أبا
عثمان الحيرى يصف محمد بن الفضل البلخى و يمدحه، فاشتاق إليه، فخرج إلى زيارته،
فلم يقع بقلبه من محمد بن الفضل ما اعتقد، فرجع إلى أبى عثمان و سأله فقال: كيف
وجدته؟ فقال: لم أجده كما ظننت. فقال: لأنك استصغرته و ما استصغر أحد أحدا إلا حرم
فائدته، ارجع إليه بالحرمة[2]. فرجع
إليه عبد اللّه فانتفع بزيارته.
و من المشهور أن عمر بن عثمان المكى رأى الحسين بن منصور يكتب شيئا،
فقال: ما هذا؟ فقال: هو ذا أعارض القرآن، فدعا عليه و هجره؛ قال الشيوخ:
ان ما حل به بعد طول المدة كان لدعاء ذلك الشيخ عليه.
سمعت الأستاذ أبا على الدقاق، رحمه اللّه تعالى، يقول: لما نفى أهل
بلخ محمد بن الفضل من البلد؛ دعا عليهم و قال: اللهم امنعهم الصدق. فلم يخرج من
بلخ بعده صديق.
سمعت أحمد بن يحيى الأبيوردى يقول: من رضى عنه شيخه لا يكافأ فى حال
حياته: لئلا يزول عن قلبه تعظيم ذلك الشيخ، فاذا مات الشيخ أظهر اللّه عز و جل
عليه ما هو جزاء رضاه و من تغير عليه قلب شيخه لا يكافأ فى حل حياة ذلك الشيخ،
لئلا يرق له، فانهم مجبولون على الكرم، فاذا مات ذلك الشيخ، فحينئذ يجد المكافأة
بعده.
[1] - أى وضع على وجهه و شعره نقايا لحمايته من حرارة
النار.