responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 40

و قال ابن المبارك: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن‌[1].

و قال الفضيل:

لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت على و لا أحاسب بها لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مر بها أن تصيب ثوبه.

و قال الفضيل:

لو حلفت أنى مراء أحب إلى من أن أحلف أنى لست بمراء.

و قال الفضيل:

ترك العمل لأجل الناس‌[2] هو الرياء و العمل لأجل الناس‌[3] هو الشرك.

و قال أبو على الرازى: صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا[4]، و لا مبتسما، إلا يوم مات إبنه على، فقلت له فى ذلك، فقال:

إن اللّه أحب أمرا فأحببت ذلك.

و قال الفضيل:

إنى لأعصى اللّه، فأعرف ذلك فى خلق حمارى‌[5] و خادمى.


[1] - لكونه أكثر الناس حزنا فى وقته.

[2] - أى لأجل ثنائهم.

[3] - حبا فى الحمد؛ أو نيلا لعرض فان.

[4] - فيه دليل على كمال حزنه فى سائر أوقاته، و إنما تكلف الضحك و السرور بموت ولده على خلاف عادته، لأنه علم أن اللّه تعالى يحب منه هذه الحالة، لكونها دليل الرضا بقضائه ..

[5] - أى بأن يتعاصى عليه حماره .. و هذا يفعله اللّه حفظا لأوليائه إذا قصروا فى أحوالهم فيما بينهم و بينه، أدبهم ليرجعوا إليه بسرعة، و تارة يعكس عليهم أسباب دنياهم، و تارة أخرى بأسباب آخرتهم من تغير قلوبهم، و عدم نشاطهم، فاذا رجعوا إليه بالتذلل و السؤال من عليهم بشريف نواله ..

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست