responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 399

باب التصوف‌

الصفاء محمود بكل لسان، و ضده الكدورة؛ و هى مذمومه.

أخبرنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهانى قال: أخبرنا عبد اللّه بن يحيى الطلحى قال:

حدثنا الحسين بن جعفر قال: حدثنا عبد اللّه بن نوفل قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن يزيد بن أبى زياد، عن أبى جحيفة قال:

خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم متغير اللون فقال: «ذهب صفو الدنيا و بقى الكدر، فالموت اليوم تحفة لكل مسلم».

ثم هذه التسمية غلبت على هذه الطائفة؛ فيقال: «رجل صوفى»، و للجماعة «صوفية»، و من يتوصل إلى ذلك‌[1] يقال له: «متصوف»، و للجماعة:

«المتصوفة».

و ليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية قياس و لا اشتقاق. و الأظهر فيه:

أنه كاللقلب، فأما قول من قال: إنه الصوف، و لهذا يقال: تصوف إذا لبس الصوف كما يقال: تقمص إذا لبس القميص، فذلك وجه. و لكن القوم لم يختصوا بلبس: الصوف ..

و من قال: إنهم منسوبون إلى صفة مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فالنسبة إلى الصفة لا تجئ على نحو الصوفى ..

و من قال: إنه مشتق من الصفاء، فاشتقاق الصوفى من الصفاء بعيد فى مقتضى اللغة.

و قول من قال: إنه مشتق من الصف، فكأنهم‌[2] فى الصف الأول بقلوبهم فالمعنى صحيح، و لكن اللغة لا تقتضى هذه النسبة إلى الصف.

ثم إن هذه الطائفة أشهر من أن يحتاج فى تعيينهم إلى قياس لفظ و استحقاق اشتقاق.

و تكلم الناس فى التصوف: ما معناه؟ و فى الصوفى: من هو؟

فكل عبر بما وقع له. و استقصاء جميعه يخرجنا عن المقصود من الإيجاز.

و سنذكر هنا بعض مقالاتهم فيه على حد التلويح، إن شاء اللّه تعالى.


[1] - بالتشبه بهم

[2] - الأولى« لأنهم».

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 399
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست