responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 37

أبو الفيض ذو النون المصرى‌

و اسمه: ثوبان بن إبراهيم، و قيل الفيض بن إبراهيم. و أبوه كان نوبيا[1].

توفى سنة: خمس و أربعين و مائتين. فائق فى‌[2] هذا الشأن، و أوحد وقته علما، و ورعا، و حالا، و أدبا.

سعوا به إلى المتوكل، فاستحضره من مصر، فلما دخل عليه و عظمه فبكى المتوكل ورده إلى مصر مكرما. و كان المتوكل إذا ذكر بين يديه أهل الورع يبكى و يقول: إذا ذكر أهل الورع فحيهلا[3] بذى النون.

و كان رجلا نحيفا، تعلوه حمرة، ليس بأبيض اللحية.

سمعت أحمد بن محمد يقول: سمعت سعيد بن عثمان يقول: سمعت ذا النون يقول: مدار الكلام على أربع:

حب الجليل، و بغض القليل، و اتباع التنزيل، و خوف التحويل‌[4].

سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه، يقول: سمعت سعيد بن أحمد بن جعفر يقول: سمعت محمد بن أحمد بن سهل يقول: سمعت سعيد بن عثمان يقول:

سمعت ذا النون المصرى يقول:

من علامات المحب للّه عز و جل: متابعة حبيب اللّه، صلى اللّه عليه و سلم، فى أخلاقه، و أفعاله، و أوامره، و سننه.


[1] - أصله من النوبة، ثم نزل بأخميم من ديار مصر فأقام بها.

قال ابن يونس: أمتحن و أوذى، لكونه أتى بعلم لم يعهد، روى عن مالك و الليث، و روى عنه كثيرون منهم: الحسن ابن مصعب، و ابن صبيح، و الطائى.

سمع يوما صوت لهو و دفاف، فقال ما هذا؟ قيل له: عرس. و سمع بجانبه بكاء و صياحا، فقال: ما هذا؟ قيل فلان مات.

فقال: أعطى هؤلاء فما شكروا و ابتلى هؤلاء فما صبروا.

و من كلامه:« من راقب العواقب سلم» و« و الزهاد ملوك الآخرة و هم فقراء العارفين» و« من وثق بالمقادير لم يغم» و« الأنس باللّه نور ساطع و الأنس بالناس سم قاطع» و« مفتاح العبادة الفكرة» و« علامة الإصابة مخالفة النفس» و« العبودية أن تكون عبده فى كل حال كما هو ربك فى كلى حال».

[2] - فى نسخة بدون: فى

[3] - أى فأسرع بذكره؛ فانه أفضلهم.

[4] - التحويل: التغيير من حال إلى حال أسوأ. و زيد فى بعض النسخ بعد العبارة الماضية« فاذا عرف العبد ربه و دنياه» و تمت استقامته. و خاف على نفسه من الخاتمة فقد استقامت أحواله».

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست