اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم الجزء : 1 صفحة : 303
و يقال: العبودية: معانقة ما أمرت به، و
مفارقة ما زجرت عنه.
و سئل محمد بن خفيف: متى تصح العبودية؟ فقال: إذا طرح كله[1] على مولاه، و صبر معه على بلواه.
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمة اللّه، يقول: سمعت أبا
العباس البغدادى يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول: سمعت ابن مسروق يقول:
سمعت سهل بن عبد اللّه يقول: لا يصح[2]
التعبد لأحد حتى لا يجزع من أربعة أشياء:
من الجوع، و العرى، و الفقر، و الذل.
و قيل: العبودية: أن تسلم إليه كلك، و تحمل عليه كلك.
و قيل: من علامات العبودية: ترك التدبير، و شهود التقدير.
و قال ذو النون المصرى: العبودية: أن تكون أنت عبده فى كل حال، كما
أنه ربك فى كل حال.
و قال الجريرى: عبيد النمم كثير عديدهم؛ و عبيد المنعم عزيز وجودهم.
سمعت الأستاذ أبا على الدقاق يقول: أنت عبد من أنت فى رقه و أسره،
فان كنت فى أسر نفسك فأنت عبد نفسك، و إن كنت فى أسر دنياك فأنت عبد دنياك.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «تعس عبد الدرهم، تعس عبد
الدينار تعس عبد الخميصة»[3].
و رأى أبو رزين رجلا فقال له: ما حرفتك؟ فقال: خر بندة»[4].
فقال: أمات اللّه تعالى حمارك، لتكون عبد اللّه، لا عبد الحمار.
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن يقول: سمعت جدى أبا عمرو بن نجيد يقول لا
تصفو لأحد قدم فى العبودية حتى يشاهد أعماله عنده رياء، و أحواله دعاوى و سمعته
يقول: سمعت عبد اللّه المعلم يقول: سمعت عبد اللّه بن منازل يقول: العبد عبد ما لم
يطلب لنفسه خادما، فاذا طلب لنفسه خادما فقد سقط عن حد العبوديا و ترك آدابها.