اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم الجزء : 1 صفحة : 281
باب اليقين
قال اللّه تعالى: «وَ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ، وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ
بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ»[1]
حدثنا الأستاذ الإمام أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، قال: حدثنا أبو
بكر أحمد بن محمود بن خرزاذ الأهوازى بها قال: حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب قال:
حدثنا خالد، يعنى «ابن زيد» قال: حدثنا سفيان الثورى، و شريك بن عبد
اللّه و سفيان بن عيينة، عن سليمان التيمى، عن خيثمة، عن عبد اللّه بن مسعود، عن
النبى صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:
«لا ترضين أحدا بسخط اللّه تعالى، و لا تحمدن أحدا على فضل اللّه عز
و جل، و لا تذمن أحدا على ما لم يؤتك اللّه تعالى، فان رزق اللّه لا يسوقه إليك
حرص حريص و لا يرده عنك كراهة كاره، و إن اللّه تعالى- بعدله و قسطه-، جعل الروح[2] و الفرح فى الرضا و اليقين، و جعل
الهم و الحزن فى الشك و السخط»[3].
أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن
أحمد بن سعيد الرازى قال: حدثنا عياش بن حمزة قال: حدثنا أحمد بن أبى الحوارى،
قال: قال أبو عبد اللّه الأنطاكى:
ان أقل اليقين إذا وصل إلى القلب يملأ القلب نورا، و ينفى عنه كل
ريب، و يمتلئ القلب به شكرا، و من اللّه تعالى خوفا.
و يحكى عن أبى جعفر الحداد قال: رآنى أبو تراب النخشبى، و أنا فى
البادية جالس على بركة ماء، ولى ستة عشر يوما لم آكل و لم أشرب فقال لى: ما جلوسك؟
فقلت: أنا بين العلم و اليقين أنتظر ما يغلب فأكون معه، يعنى «إن غلب على العلم
شربت، و إن غلب اليقين مررت» فقال لى: سيكون لك شأن.