باب الشكر

قال اللّه عز و جل: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ»[1].

و حدثنا أبو الحسن على بن أحمد بن عبدان الأهوازى قال: أخبرنا أبو الحسن الصفار، قال: حدثنا الأسقاطى قال: حدثنا منجاب قال: حدثنا يحيى بن يعلى، عن أبى خباب، عن عطاء، قال:

دخلت على عائشة، رضى اللّه عنها، مع عبيد بن عمير، فقلت:

أخبرينا بأعجب ما رأيت من رسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم.

فبكت، و قالت:

و أى شأنه لم يكن عجبا؟ .. إنه أتانى فى ليلة .. فدخل معى فى فراشى، أو قالت: فى لحافى: .. حتى مس جلدى، ثم قال: يا بنت أبى بكر، ذرينى أتعبد لربى.

قالت: قلت: إنى أحب قربك‌[2] فأذنت له، فقام إلى قربة من ماء .. فتوضأ ..

و أكثر صب الماء.. ثم قام يصلى .. فبكى، حتى سالت دموعه على صدره ..

ثم ركع فبكى، ثم سجد فبكى، ثم رفع رأسه فبكى .. فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فآذنه‌[3] بالصلاة.

فقلت له: يا رسول اللّه، ما يبكيك، و قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟.

فقال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ و لم لا أفعل، و قد أنزل اللّه على: «إن فى خلق السموات و الأرض ... الآية».

[1] - آية 7 من سورة إبراهيم.

[2] - فى ابن كثير: أنى أحب قربك و أحب أن تعبد ربك و الحديث رواه ابن مردويه و عبد بن حميد و ابن أبى حاتم و ابن حبان فى صحيحه و ابن أبى الدنيا فى كتاب التفكر و الاعتبار ..

[3] - أعلمه.