responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 258

و قال أبو بكر المراغى: العاقل من دبر أمر الدنيا بالقناعة و التسويف و أمر الآخرة بالحرص و التعجيل، و أمر الدين بالعلم و الاجتهاد.

و قال أبو عبد اللّه بن خفيف: القناعة: ترك التشوف إلى المفقود، و الاستغناء بالموجود.

و قيل فى معنى قوله تعالى: «لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً»[1] يعنى القناعة.

و قال محمد بن على الترمذى: القناعة: رضا النفس بما قسم لها من الرزق.

و يقال: القناعة: الاكتفاء بالموجود، و زوال الطمع فيما ليس بحاصل.

و قال وهب: إن العز و الغنى خرجا يجولان، يطلبان رفيقا؛ فلقيا القناعة، فاستقرا.

و قيل: من كانت قناعته سمينة[2] طابت له كل مرقة[3] و من رجع إلى اللّه تعالى على كل حال رزقه اللّه القناعة[4].

و قيل: مر أبو حازم بقصاب معه لحم سمين، فقال: خذ يا أبا حازم فانه سمين. فقال: ليس معى درهم.

فقال: أنا أنظرك. فقال: نفسى أحسن نظرة[5] لى منك.

و قيل لبعضهم: من أقنع الناس؟

فقال: أكثرهم للناس معونة، و أقلهم عليهم مؤونة.

و فى الزبور: القانع غنى و إن كان جائعا.

و قيل: وضع اللّه تعالى خمسة أشياء فى خمسة مواضع:

العز فى الطاعة، و الذل فى المعصية، و الهيبة فى قيام الليل، و الحكمة فى البطن الخالى، و الغنى فى القناعة.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه؛ يقول: سمعت نصر بن‌


[1] - آية 58 من سورة الحج.

[2] - أى غزيرة كثيرة.

[3] - أى رضى بالقليل المتيسر.

[4] - و هذه العبارة من قوله: و من رجع .. ساقطة فى بعض النسخ.

[5] - أى تاخيرا و صبرا.

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست