responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 202

و قال ابن خفيف: علامة الزهد: وجود الراحة فى الخروج عن الملك.

و قال أيضا: الزهد: سلو القلب عن الأسباب، و نفض الأيدى من الأملاك.

و قيل: الزهد: عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه، يقول: سمعت النصراباذى يقول:

الزاهد: غريب فى الدنيا، و العارف غريب فى الآخرة.

و قيل: من صدق فى زهده أتته الدنيا راغمة.

و لهذا قيل: لو سقطت نسوة من السماء لما وقعت إلا على رأس من لا يريدها.

و قال الجنيد: الزهد خلو القلب عما خلت منه اليد.

و قال أبو سليمان الدارنى: الصوف علم من أعلام الزهد؛ فلا ينبغى للزاهد أن يلبس صوفا بثلاثة دراهم، و فى قلبه رغبة خمسة دراهم.

و قد اختلف السلف فى الزهد[1]:

فقال سفيان الثورى، و أحمد بن حنبل، و عيسى بن يونس و غيرهم: الزهد فى الدنيا: إنما هو قصر الأمل.

و هذا الذى قالوه يحمل‌[2] على أنه من أمارات الزهد، و الأسباب الباعثة عليه و المعانى الموجبة له.

و قال عبد اللّه بن المبارك: الزهد: هو الثقة باللّه تعالى مع حب الفقر.

و به قال شقيق البلخى، و يوسف بن أسباط و هذا أيضا من أمارات الزهد، فانه لا يقوى العبد على الزهد، إلا بالثقة باللّه تعالى.

و قال عبد الواحد بن زيد: الزهد: ترك الدينار و الدرهم‌[3]

و قال أبو سليمان الدارنى: الزهد: ترك ما يشغل عن اللّه سبحانه و تعالى:

سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه، يقول: سمعت أحمد بن على يقول:

سمعت إبراهيم بن فاتك يقول: سمعت الجنيد يقول، و قد سأله رويم عن الزهد، فقال:


[1] - أى: فى حقيقته و أسبابه.

[2] - أى فى العرف.

[3] - و فى نسخه« و نحوهما بقبله».

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست