responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 121

باب فى تفسير[1] الفاظ تدور بين هذه الطائفة و بيان ما يشكل منها

اعلم أن من المعلوم: أن كل طائفة من العلماء لهم ألفاظ يستعملونها- فيما بينهم- انفردوا بها عمن سواهم، تواطأوا عليها؛ لأغراض لهم فيها: من تقريب الفهم‌[2] على المخاطبين بها، أو تسهيل على أهل تلك الصنعة فى الوقوف على معانيهم، باطلاقها.

و هذه الطائفة يستعملون ألفاظا فيما بينهم، قصدوا بها الكشف عن معانيهم لأنفسهم، و الإجمال و الستر على من باينهم فى طريقتهم؛ لتكون معانى ألفاظهم مستبهمة على الأجانب، غيرة منهم على أسرارهم أن تشيع فى غير أهلها، إذ ليست حقائقهم مجموعة بنوع تكلف، أو مجلوبة بضرب تصرف، بل هى معان أودعها اللّه تعالى قلوب قوم، و استخلص لحقائقها أسرار قوم.

و نحن نريد بشرح هذه الألفاظ: تسهيل الفهم على من يريد الوقوف على معانيهم من سالكى طرقهم، و متبعى سنتهم.

فمن ذلك:

الوقت‌

حقيقة الوقت عند أهل التحقيق: حادث متوهم علق حصوله على حادث متحقق‌[3] فالحادث المتحقق، وقت للحادث المتوهم، تقول: آتيك رأس الشهر، فالإتيان متوهم‌[4]، و رأس الشهر حادث متحقق. فرأس الشهر وقت الإتيان.

سمعت الأستاذ أبا على الدقاق، رحمه اللّه، يقول:

الوقت: ما أنت فيه، إن كنت بالدنيا فوقتك الدنيا، و إن كنت بالعقبى فوقتك العقبى. و إن كنت بالسرور فوقتك السرور. و إن كنت بالحزن فوقتك الحزن.


[1] - و فى نسخة أخرى سقطت لفظة« تفسير».

[2] - و فى نسخة أخرى للفهم.

[3] - ذكر الأنصارى أن صواب العبارة« حادث متحقق علق عليه حصول حادث متوهم، بدليل قوله: فالحادث المتحقق ... الخ

[4] - يستعمل القدماء كثيرا: التوهم بمعنى التخيل.

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست