responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 119

إئتنى بمائة درهم إن أردت سكون قلبى.

فأتاه بها فى الوقت. فقال لبعض أصحابه:

احمل هذه المائة إلى البقال الفلانى، و قل له: هذه المائة التى استقرضها منك بعض أصحابنا، و قد وقع له فى التأخير بها عذر، و قد بعثها الآن ... فاقبل عذره ...

فمضى الرجل، و فعل، فلما رجعوا من الدعوة اجتازوا بحانوت البقال، فأخذ البقال فى مدحهم يقول:

هؤلاء هم الثقاة الأمناء الصلحاء، و ما أشبه ذلك.

و قال أبو عبد اللّه الروزبارى:

اقبح من كل قبيح صوفى شحيح.

*** قال أبو القاسم الأستاذ الإمام جمال الإسلام‌[1]، رضى اللّه عنه هذا هو ذكر جماعة من شيوخ هذه الطائفة.

و كان الغرض من ذكرهم فى هذا الموضع التنبيه على أنهم مجمعون على تعظيم الشريعة؛ متصفون بسلوك طرق الرياضة، مقيمون على متابعة السنة، غير مخلين بشئ من آداب الديانة، متفقون على أن من خلا من المعاملات و المجاهدت و لم بين أمره على أساس الورع و التقوى كان مفتريا[2] على اللّه سبحانه و تعالى، فيما يدعيه، مفتونا، هلك فى نفسه، و أهلك من اغتر به ممن ركن إلى أباطيله.

و لو تقصينا، و تتبعنا ما ورد عنهم: من ألفاظهم، و حكاياتهم، و وصف سيرهم مما يدل على أحوالهم، لطال به الكتاب، و حصل منه الملال:

و فى هذا القدر الذى لوحنا به فى تحصيل المقصود غنية، و باللّه التوفيق.


[1] - و فى نسخة أخرى« قال الأستاذ الإمام أبو القاسم عبد الكريم القشيرى»

[2] - مختلفا.

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست