11- أن لا يكون في الغرفة نار مشبوبة؟ حين نوم المريض[2].
أضواء على بعض ما تقدم:
ان المحافظة على المريض، و ضمان عدم تعرضه لأية نكسة من أي نوع كانت،
ثم تهيئة الأجواء الملائمة و المناسبة للاتجاه بالمريض نحو الصحة و السلامة .. لا
يمكن أن يكون سهلا و ميسورا كما ربما يبدو لأول وهلة، بل هو أمر صعب يحتاج إلى
معاناة و إلى جد و عمل و مثابرة ... و نحن في مجال إعطاء لمحة عامة عن بعض
المواصفات الّتي تقدمت، و الّتي ينبغي توفرها في المستشفيات من وجهة نظر إسلامية
.. نشير إلى النقاط التالية:
1- أنه لابد و أن يكون المستشفى في الموضع الّذي تشتد فيه حاجة الناس
إليه، و يمكن أن نفهم هذا و رجحان تكثير المستشفيات أو الإستعاضة عنها بالمستوصفات
العامة في الأماكن المختلفة، من الرواية المتقدمة في آخر الفصل السابق، و الّتي يأمر
فيها لقمان إبنه، بحمل الأدوية معه في السفر، حتّى إذا احتاج أحد المسافرين إليها؛
فانها تكون في متناول يده، الأمر الّذي يعكس مدى اهتمام الإسلام بصحة الناس و
سلامتهم البدنية ...
كما أننا يمكن أن نستفيد من ذلك: أن الإسلام يريد تعميم الطب، و
تيسير الوصول إليه و الحصول عليه لكل أحد، في كل وقت، و دون مشقة ..
و لا بد و أن نفهم من ذلك أيضا: أن الشارع يهتم في أن لا يكون في
[1] - فقد كان لامير المؤمنين( ع) خرقة يمسح بها وجهه
إذا توضأ، ثم يعلقها على وتد، و لا يمسها غيره. راجع: المحاسن ص 429 و البحار ج 80
ص 330.
[2] - مكارم الأخلاق ص 128 و الوسائل ج 3 ص 577 و
المصنف ج 11 ص 46 و في هامشه قال: أخرجه الشيخان و الترمذي 3: 85.
اسم الکتاب : الآداب الطبية فى الإسلام مع لمحة موجزة عن تاريخ الطب المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 163