و في كتاب: «كامل الصناعة الطبيّة الملكي» لعلي بن العباس في الباب
الثاني، المقالة الأولى، مجموعة وصايا جيدة في هذا المجال، و بعضها منسوب إلى
أبقراط أيضا، كما يظهر لمن راجع كتاب إبن أبي أصيبعة، و يمكن أن يفهم منها إضافة
لما سبق:
أن على طالب العلم الطبي: أن يطيع أوامر اللّه تعالى، و يحترم
أساتذته و يكون في خدمتهم، و يعتبرهم بمنزلة والديه، و يحسن إليهم، و يشركهم في
أمواله.
كما أن عليه أن يعتبر إبن معلمه أخا له، و يعلمه هذه الصناعة بلا
أجرة، و لا شرط، و يشرك أولاده و أولاد معلمه في العلوم و الوصايا، و كذلك سائر
التلاميذ الّذين يستحقون تعلم هذه الصناعة، دون غيرهم ممن لا يستحق ذلك.
و بعد أن ذكر أمورا أخرى، و من جملتها لزوم حفظ المطالب، و عدم
الإعتماد على الكتاب، ذكر: أن عليه أن يتعلم مطالب هذا العلم في أيام صباه، لان
ذلك أسهل عليه من أيام الشيخوخة ... و على طالب هذا العلم أن يبقى في المستشفيات
في خدمة أساتذته العلماء، و الحذاق في هذه الصناعة، فيمارس العمل في هذا المجال، و
يشرف على المرضى و على أحوالهم، و يستفيد من صحبة الأساتذة، و خدمة المرضى ما
يرتبط بأحوال و عوارض الأمراض، حسنا و سوءا، و يطبق ما قرأه عمليا ... الخ[2].
[2] - راجع كتاب: تاريخ طب در إيران ج 2 ص 456- 458
بتصرف و عيون الأنباء ص 45 قسم أبقراط، و طبقات الأطباء و الحكماء لإبن جلجل ص 73،
الترجمة الفارسية، في الهامش عن منتخب صوان الحكمة ص 82.
اسم الکتاب : الآداب الطبية فى الإسلام مع لمحة موجزة عن تاريخ الطب المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 115