responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 8

الأنبياء، فإنه ليس أعم في الاختصاص من عدم التقييد بمقام يتميز به، فما يتميز المحمدي إلا بأنه لا مقام له يتعين، فمقامه أن لا مقام، فإن الأحكام الإلهية تختلف في كل زمان، فهو في كل نفس و في كل زمان و في كل حال، بصورة ما يقتضيه ذلك النفس أو الزمان أو الحال، فلا يستمر تقيده، فيختلف باختلاف الأحكام الإلهية، فإنه عز و جل كل يوم هو في شأن، فكذلك المحمدي- و هو قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‌ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ‌ و لم يقل عقل فيقيده، و القلب ما سمي قلبا إلا بتقلبه في الأحوال و الأمور دائما مع الأنفاس، فمن عباد اللّه من يعلم ما يتقلب فيه في كل نفس، و منهم من يغفل عن ذلك، فالقطب المحمدي أو المفرد هو الذي يتقلب مع الأنفاس علما، كما يتقلب معها حالا كل واحد من خلق اللّه، فما زاد هذا الرجل إلا بالعلم بما يتقلب فيه و عليه لا بالتقليب، فإن التقلب أمر يسري في العالم كله و فيه، و لكن أكثر الناس لا يعلمون، ورد في الخبر أن العلماء ورثة الأنبياء، و لم يقل ورثة نبي خاص، و المخاطب به علماء هذه الأمة، و قد ورد أيضا بهذا اللفظ قوله صلى اللّه عليه و سلم: علماء هذه الأمة أنبياء سائر الأمم، و في رواية، كأنبياء بني إسرائيل.

(ف ح 4/ 76- ح 1/ 222- ح 4/ 76- ح 1/ 222).

القطب النائب واحد من الأفراد:

اعلم أن اللّه لما خلق الأرواح الملكية المهيمة، و هم الذين لا علم لهم بغير اللّه، لا يعلمون أن اللّه خلق شيئا سواهم، و هم العالون الكروبيون المقربون المعتكفون المفردون، المأخوذون عن أنفسهم بما أشهدهم الحق من جلاله- اختص منهم المسمى بالعقل الأول، و الأفراد منا على مقامهم، فجلال اللّه في قلوب الأفراد على مثل ذلك، فلا يشهدون سوى الحق، و هم خارجون عن حكم القطب الذي هو الإمام، فالأفراد من البشر لا يدخلون تحت دائرة القطب، و ما له فيهم تصرف، و هو واحد منهم، و لكنه يكون مادته من العقل الأول، الذي هو أول موجود من عالم التدوين و التسطير، و هو الموجود الإبداعي، فالعالم المهيّم لا يستفيد من العقل الأول شيئا، و ليس له على المهيمين سلطان، بل هم و إياه في مرتبة واحدة، كالأفراد منا الخارجين عن حكم القطب، و إن كان القطب واحدا من الأفراد، لكن خصص العقل بالإفادة كما خصص القطب من بين الأفراد بالتولية، و هم كمّل مثله، مؤهلون لما ناله هذا الشخص من القطبية، لكن لما كان‌

اسم الکتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست