responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 4

التوكل و المحبة و المعرفة و سائر المقامات، و الأحوال، لابد في كل صنف صنف من أربابها من قطب يدور عليه ذلك المقام، فالقطب هو الشخص الذي تدور عليه رحى السياسة الناموسية المبثوثة في مصالح العالم، المؤيدة بالمعجزات و الآيات. (ف ح 4/ 75- ح 2/ 6- ح 4/ 76- ح 3/ 86).

القطب الواحد في العالم هو روح محمد صلى اللّه عليه و سلم:

القطب الواحد هو روح محمد صلى اللّه عليه و سلم، و هو الممد لجميع الأنبياء و الرسل سلام اللّه عليهم أجمعين و الأقطاب، من حين النش‌ء الإنساني إلى يوم القيامة، قيل له صلى اللّه عليه و سلم: «متى كنت نبيا؟ فقال صلى اللّه عليه و سلم: و آدم بين الماء و الطين» و كان اسمه مداوي الكلوم، فإنه بجراحات الهوى خبير، و بجراحات الرأي و الدنيا و الشيطان و النفس بكل لسان نبوي أو رسالي أو لسان الولاية أيضا هو جدّ خبير، و كان له نظر إلى موضع ولادة جسمه بمكة و إلى الشام، ثم صرف الآن نظره إلى أرض كثيرة الحر و اليبس، لا يصل إليها أحد من بني آدم بجسده، إلّا أنه قد رآها بعض الناس من مكة في مكانه من غير نقلة، زويت له الأرض فرآها، و قد أخذنا نحن عنه (أي الروح المحمدي) علوما جمة بمآخذ مختلفة، و لهذا الروح المحمدي مظاهر في العالم، أكمل مظهره في قطب الزمان و في الأفراد، و في ختم الولاية المحمدي و ختم الولاية العامة الذي هو عيسى 7. (ف ح 1/ 151).

الرسل الذين هم على قيد الحياة الآن:

اعلم أن للّه في كل نوع من المخلوقات خصائص، و هذا النوع الإنساني هو من جملة الأنواع، و للّه فيه خصائص و صفوة، و أعلى الخواص فيه من العباد الرسل :، و لهم مقام النبوة و الولاية و الإيمان، فهم أركان بيت هذا النوع، و الرسول أفضلهم مقاما و أعلاهم حالا، أي المقام الذي يرسل منه أعلى منزلة عند اللّه من سائر المقامات، و هم الأقطاب و الأئمة و الأوتاد الذين يحفظ اللّه بهم العالم، كما يحفظ البيت بأركانه، فلو زال ركن منها زال كون البيت بيتا، ألا إن البيت هو الدين، ألا إن أركانه هي الرسالة و النبوة و الولاية و الإيمان، ألا إن الرسالة هي الركن الجامع للبيت و أركانه، ألا إنها هي المقصودة من هذا النوع، فلا يخلو هذا النوع أن يكون فيه رسول من رسل اللّه، كما لا يزال الشرع الذي هو

اسم الکتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست