responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 17

أحوال القطب العامة لا الأحوال الخاصة:

اعلم أن القطب هو الرجل الكامل الذي قد حصل الأربعة الدنانير، الذي كل دينار منها خمسة و عشرون قيراطا، و بها توزن الرجال، فمنهم ربع رجل و نصف و ثمن و سدس و نصف سدس و ثلاثة أرباع و رجل كامل، فالدينار الواحد للمؤمن الكامل، و الدينار الثاني للولي الخاص، و الدينار الثالث للنبوتين، و الدينار الرابع للرسالتين، أعني الأصلية بحكم الأبوة و الوراثة بحكم البنوة، فمن حصل الثاني كان له الأول، و من حصل الثالث كان له الثاني و الأول، و من حصل الرابع حصل الكل، و القطب من الرجال الكمل، و إنما قلنا من الرجال الكمل من أجل الأفراد، فإنهم مكملون. (ف ح 2/ 574).

فالقطب و هو عبد اللّه، و هو عبد الجامع، فهو المنعوت بجميع الأسماء تخلقا و تحققا، و هو مرآة الحق و مجلى النعوت المقدسة، و مجلى المظاهر الإلهية، و صاحب الوقت، و عين الزمان، و سر القدر، و له علم دهر الدهور، الغالب عليه الخفاء، محفوظ في خزائن الغيرة، ملتحف بأردية الصون، لا تعتريه شبهة، و لا يخطر له خاطر يناقض مقامه، كثير النكاح راغب فيه، محب للنساء، يوفي الطبيعة حقها على الحد المشروع، و يوفي الروحانية حقها على الحد الإلهي، يضع الموازين، و يتصرف على المقدار المعين، الوقت له ما هو للوقت، هو للّه لا لغيره، حاله العبودية و الافتقار، يقبح القبيح و يحسن الحسن، يحب الجمال المقيد في الزينة و الأشخاص، تأتيه الأرواح في أحسن الصور، يذوب عشقا، يغار للّه و يغضب للّه، لا تتقيد له المظاهر الإلهية بالتدبير، بل له الإطلاق فيها، فتظهر في تدبير المدبر، روحانيته من البشر المحسوس من خلف حجاب الشهادة و الغيب، لا يرى من الأشياء إلا وجه الحق فيها، يضع الأسباب و يقيمها، و يدل عليها و يجري بحكمها، ينزل إليها حتى تحكم عليه و تؤثر فيه. لا يكون فيه ربانية بوجه من الوجوه، مصاحب لهذا الحال دائما، إن كان صاحب دنيا و ثروة تصرف فيها تصرف عبد في مال سيد كريم، و إن لم يكن له دنيا، و كان على ما يفتح له، لم تستشرف له نفس، بل يقصد بنفسه عند الحاجة إلى بعض ما تحتاج إليه طبيعته، بيت صديق ممن يعرفه، يعرض عليه ما يحتاج إليه طبيعته، كالشفيع لها عنده، فيتناول لها منه قدر ما تحتاج إليه و ينصرف، لا يجلس عن حاجته إلا من ضرورة، فإذا لم يجد لجأ إلى اللّه في حاجة طبيعته، لأنه مسؤول عنها لكونه‌

اسم الکتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست