responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الارشاد و التطريز المؤلف : اليافعي، عبدالله بن اسعد    الجزء : 1  صفحة : 25

[مقدمة الكتاب‌]

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الذي عقل العقول عن إدراك ذاته، و أبدى لها ما حيّرها من جلال جمال كمال جمال صفاته، فسبحت في بحر الحيرة، و سبّحت الملك القدّوس الذي أحيا بذكره قلوب أوليائه، و نوّرها بنور معرفته، و غرس في رياض أرضها أشجار الأشجان، فأثمرت به حبّ محبّته، و محا و نحّى عنها ظلمات ظلم النفوس، و زيّن سماءها بزينة كواكب الهداية، و جعلها رجوما لمسترقي السّمع من شياطين الغواية، و أسرج فيها أقمارا منيرات مع شموس، و سقاهم من مدام المنادمة على بساط الأنس في رياض الرّضوان في حضرة القدس، معصورا من كرم الكرم رائقا في الكئوس، من بعد ما شربوا صبر الصّبر في كئوس الانفصال، شربوا راح الارتياح في كئوس الاتصال، فباحوا بالحبّ، و استهتروا بذكر الحبيب قياما و على جنوبهم و جلوس:

سقاهم كئوسا من مدامة حبّه‌

فباحوا بسرّ كان من قبل يكتم‌

بذكر اسمه فاهوا و عن ذكر غيره‌

من الخلق أفواه المحبّين تختم‌

فإذا دعوا في المحشر إلى العرض الأكبر في عرصات القيامة، وردوا خفافا، و قد وضع الذّكر أوزارهم، و سبقوا إلى دار الكرامة، فتنعّموا فيها، و كلّ مثقل في الحساب بين الأهوال محبوس. يقومون من قبورهم، و نجب النّور مسرجة لهم، فيركبون إلى الجنان، و المجرمون في السّلاسل و الأغلال على وجوههم يسحبون إلى النّيران، أعاذنا اللّه من ذلك. قال اللّه العظيم الملك القدوس‌ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (85) وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى‌ جَهَنَّمَ وِرْداً [مريم: 85- 86]. جعلنا اللّه بمنّه من الوافدين عليه إلى الفردوس.

أحمده على جميل صفاته المستحقّة لأجلّ المحامد و أكبرها، و أشكره على جزيل صلاته التي لا تحصى، و لا يقام بشكر أصغرها، من نفع بخير و دفع لشرّ و بؤس، و أشهد أن لا إله إلّا اللّه المتوحّد بصفات الجلال و الكمال، المتقدّس عن سمات الحدث و النّقص و التغيّر و الزّوال، المتعالي عن مقالة الملحدين و الجاحدين؛ من المجسّمة، و المعطّلة،

اسم الکتاب : الارشاد و التطريز المؤلف : اليافعي، عبدالله بن اسعد    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست