س 4- 5. ق 21- 23، ج 2** (انتهى «و لم يا كل» سطر 10)، ل 335**
(انتهى «فاكلنا» سطر 9). راجع پاسيون 103
و قال الحلوانى: كنت مع الحلّاج و ثلثة نفر من تلاميذه و واسطت
قافلتى من واسط الى بغداد. و كان الحلّاج يتكلم فجرى فى كلامه حديث الحلاوة.
فقلنا: على الشيخ الحلاوة.
فرفع رأسه و قال: يا من لم تصل اليه الضمائر، و لم تمسّه شبه الخواطر
و الظنون، و هو المترائى عن كل هيكل و صورة، من غير مماسّة و مزاج. و أنت المتجلّى
عن كل احد، و المتحلى بالأزل و الأبد. لا توجد إلّا عند اليأس، و لا تظهر إلّا حال
الالتباس. إن كان لقربى عندك قيمة، و لاعراضى لديك عن الخلق مزيّة، فائتنا بحلاوة
يرتضيها أصحابى. ثم مال عن الطريق مقدار ميل فراينا هناك قطعا من الحلاوة
المتلونّة، فأكلنا و لم يأكل منه. فلمّا استوفينا و رجعنا خطر ببالى سوء ظنّ
بحاله، و كنت لا أقطع النظر عن ذلك المكان و حافظته أحوط ما يحافظ مثله. ثم عدلت
عن الطريق للطهارة و هم ذاهبون، و رجعت الى المكان فلم أر شيئا. فصلّيت ركعتين و
قلت: اللهم خلّصنى من هذه التهمة الدنيّة. فهتف