responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 305

سبّ رجل رجلا بحضرة (الحسن) [1]. فلما فرغ قام المسبوب ، وهو يمسح العرق عن وجهه ، ويقرأ : (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)[2] قال الحسن : عقلها والله ، وفهمها ، إذ ضيّعها [3] الجاهلون.

ولما نكب المنصور أبا أيوب المورياني [4] استدعاه إلى حضرته وجعل يوبخه ، ويقرعه. فقال أبو أيوب :

يا أمير المؤمنين. ما أسألك أن تعطف علي بحرمة ، ولا تقيلني لخدمة ، ولكن استعمل فيّ أدب (الله) [5] تعالى في أنه يقول : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ)[6](عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ)[7].

وقد عفا الله عن ذنوب علم حقائقها ، وقبل توبة عرف ما كان قبلها [8].

فقال المنصور : (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)[9].


[1] في الأصل : (بحضرة).

[2] الشورى : 43.

[3] في الأصل : ضيع.

[4] في الأصل : (المرزباني) والصواب المورياني نسبة إلى موريان من قرى الأحواز. كان المنصور قد اشتراه صبيا قبل الخلافة.

وثقفه ثم اختصه السفاح أيام خلافته ، واستوزره المنصور بعد نكبة البرامكة ، ثم نكبه. انظر : الوزراء والكتاب الجهشياري 121 ، الفخري 121 الكامل 5 / 153.

[5] زيادة ليست في الأصل.

[6] في الأصل : (عن).

[7] الشورى : 25.

[8] نكب المنصور أبا أيوب المورياني كما يذكر ابن الطقطقي ، لأنه عهد إليه بعمارة أرض الأحواز ، وأعطاه ثلثمائة ألف درهم فأخذ أبو أيوب المال ، ولم يصنع بالضيعة شيئا. وصار في كل سنة يحمل عشرين ألف درهم. ويقول : هذه حاصل الضيعة المستجدة. ثم وشي به عند المنصور. فذهب بنفسه إلى الضيعة. وتأكد من خيانة أبي أيوب فنكبه ، وقيل : لأن المورياني سمّ ابنا من أبناء المنصور وقتله حسدا لمكانته العظيمة في نفس المنصور ولم يكن يعلم أن الفتى الذي اختصه المنصور هو ابنه.

انظر : الوزراء والكتاب للجهشياري : 122 ، الفخري 128.

[9] يونس : 91.

اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست