قال المأمون ليلة ليحيى بن أكثم [3] ، وهو
يريد الانصراف : بكر غدا [4] للمساعدة على الهريسة. فقال : يا أمير
المؤمنين ، أنا والصبح كفرسي رهان. فلما أصبح ركب إلى دار المأمون مغلّسا [5]. فحين
أخذ مجلسه بحضرته جاء الطباخ ووقف. فقال المأمون : يا يحيى أتعلم ما يعني؟ قال :
لا ، يا أمير المؤمنين. قال : يعني أنه [6] نسي من اتخاذ
الهريسة بما أمرناه. فقال يحيى : لا جرم إنه يعامل بما عومل به آدم حين أخرج من
الجنة [7] ،
وعوقب.
قال بعض السلف : الحسد أول ذنب عصى الله به في السماء
والأرض ، أما في السماء فحسد إبليس لآدم حين امتنع عن السجود [8] له ،
وأما في الأرض فحسد ابن آدم أخاه لما قبل منه القربان [9] حتى
قتله [10].