ونظر يوما إلى بعض أصحابه يتألمون من الجراح فقرأ : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا
أَخْبارَكُمْ)[6].
ولما حمل أهل الشام المصاحف على رؤوس الرماح ودعوا
إليها. تقدم رجل منهم على فرس أبلق [7] في يده مصحف قد
فتحه. ثم وقف بين الجمعين وجعل يقرأ : (وَإِذا
دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ
مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ
(49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ
[1] في الأصل : (سوا) والقول إشارة إلى
قوله تعالى : (وَإِمَّا تَخافَنَّ
مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ)
الأنفال : 58.
[2] الهرير معركة دارت بين جيش الإمام
علي وجيش معاوية سنة 37 ه وكانت في ليلة شديدة على المسلمين يضرب بها المثل في
الشدة. كثر فيها القتلى من الجانبين. انظر شرح نهج البلاغة 1 / 184 وأول الدعاء
فيه : «اللهم يا صمد ، يا إله محمد ، إليك ..».