ولما صح عزمه على القراع [2] خطب
أصحابه فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه [3] :
يا أيها الناس إن الله تعالى قد دلّكم (عَلى
تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)[4]. وجعل
ثوابه لكم المغفرة (وَمَساكِنَ
طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ)[5] وقد
أخبركم بالذي يجب عليكم فيها فقال : (إِنَّ
اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ
مَرْصُوصٌ)[6]. ألا
فرصّوا صفوفكم ، وقدموا الدارع [7] ، وأخّروا
الحاسر. وعضّوا على النواجذ [8] ، فإنه أنبى [9] للسيوف
عن الهام [10]. ثم قرأ : (قاتِلُوهُمْ
يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ
وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)[11]. ألا
واحذروا الفرار [12] في الزحف ولا