اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 160
فصل
في
أن الله أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا
يقال : إن أحسن ما حفظ من كلام السفاح قوله من خطبة [1] له :
الحمد لله الذي اصطفى الإسلام دينا لنفسه ، فكرّمه [2] ،
وشرّفه ، وعظّمه ، واختاره له ، وأيّده [3] ، وجعلنا [4] أهله ،
وكهفه ، وحصنه والقوّام به ، والذائدين عنه ، والناصرين له.
وألزمنا كلمة التقوى ، وجعلنا أحقّ بها وأهلها.
وخصّنا برحم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ،
وقرابته وأنشأنا من شجرته [5] ، واشتقّنا من نبعته [6] ،
وجعله من أنفسنا [7] ، فوضعنا من الإسلام وأهله بالمنزل
الرفيع [8] ، وذكرنا في كتابه المنزل على نبيه المرسل فقال : (إِنَّما
يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً)[9].
ومن كتاب لابن أبي البغل [10] في
تطهير أولاد المقتدر :
[7] في الطبري : (جعله من أنفسنا عزيزا ،
ما عنتنا ، حريصا علينا بالمؤمنين رؤوف رحيم).
[8] في الطبري : (بالموضع الرفيع وأنزل
على أهل الإسلام كتابا يتلى عليهم. فقال عزّ من قائل فيما أنزل من محكم كتابه).
[9] الأحزاب : 33 وبعدها في الطبري وقال
: (وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)
وقال : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى
رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى
وَالْيَتامى)
وقال : (وَاعْلَمُوا أَنَّما
غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى)
فأعلمهم جلّ ثناؤه فضلنا ، وأوجب عليهم حقنا ومودتنا ، وأجزل من الفيء والغنيمة
نصيبا تكرمة لنا ، وفضلا علينا ، والله ذو الفضل العظيم .. ولها تكملة طويلة
فلتراجع.
[10] ابن أبي البغل اسمه محمد بن يحيى بن
أبي البغل ، يكنى أبا الحسن استدعي من أصفهان وكان يلي الوزارة في أيام المقتدر ،
وكان بليغا مترسلا وشاعرا ، وله ديوان رسائل. انظر الفهرس : 203 ، الوزراء للصابي
: 185 ، 186 ، 285 ، 292 ، 294.
اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 160