ولما هرب من المدينة ، وواليها الوليد بن عتبة [4] يطالبه
بالبيعة ليزيد ، خرج يريد مكة [5] ، وجعل يسير ، ويقرأ
هذه الآية (فَخَرَجَ
مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[6] ، فلما
نظر إلى جبال مكة جعل يتلو : ف (وَلَمَّا
تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ)[7].
وقال للحر بن يزيد [8] وقد
سار لمحاربته بأمر عبيد الله بن زياد :
[4] في الأصل : (عقبة) والصواب : عتبة
وهو الوليد بن عتبة بن أبي حرب الأموي ، أمير من رجالات بني أمية ولي المدينة سنة
57 ه ، وكتب إليه يزيد أن يأخذ البيعة من الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير ،
فأخبرهما بما يريده يزيد فاستمهلاه إلى الصباح ، ثم خرجا ليلا ، فعزله يزيد سنة 60
ه وتوفي سنة 64 ه. انظر نسب قريش : 133.
[5] في الأصل : (خرج يزيد ملكه) وهو
تحريف في النسخ.
[8] الحر بن يزيد التميمي اليربوعي كان
من أشراف تميم ، وأرسل لاعتراض جيش الحسين رضي الله عنه ومحاربته فالتقى به ،
وانضم معه وقاتل بين يديه قتالا عجيبا حتى قتل. جمهرة أنساب العرب : 227 ، الطبري
6 / 270 فما بعدها.
اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 157