«فإنّها لا
تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور».[1]
انظر
إلى هذر هذا الاستاذ الناقد: أمّا الرافضة- أخزاهم اللّه- فكانوا يزعمون أنّ
القرآن بدّل و غيّر، و زيد فيه، و نقص منه، و حرّف عن مواضعه، و أنّ الامّة فعلت
ذلك بالسنن أيضا.
و
كلّ هذا من مزاعم شيخهم و عالمهم (هشام بن الحكم) لأسباب لا محلّ لشرحها هنا، و
تابعوه عليها جهلا و حماقة.[2]
كلّ
كلمة من تعابيره هذه كذب فظيع و فرية شنيعة، و إن شئت فقل: كلّها مسبّات و شتائم
لاذعة، لا تليق بقلم كاتب أديب له شأن في امّته و بلاده، اللّهمّ إلّا إذا استحوذ
عليه الشيطان فأنساه ذكر اللّه، و العياذ باللّه، و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه
العليّ العظيم و العاقبة للمتّقين.
هذر
المستشرقين الأجانب
لو
كان المسلمون أخذوا بحرمة أنفسهم فلم يعملوا في تفريق كلمتهم و تمزيق وحدتهم
الشاملة، لما استطاع عدوّهم الغدور استغلال الفجوة الحاصلة فيما بينهم فيعمل في
توسيعها، و تغليظ التهم التي وجّهها بعضهم إلى بعض.
إنّ
سفاسف أمثال ابن حزم في غابر الأيّام، و شتائم أمثال الرافعي في العهد الحاضر، هي
التي جرّأت اولئك الأباعد و أفسحت لهم المجال لقذف التهم إلى طوائف المسلمين، و لا
سيّما بشأن أقدس شيء في حياة المسلمين القرآن العظيم، فيجعلوه عرضة لسهامهم
السامّة على حساب الجدل المسيحي العتيد.
هذا
المستشرق العلّامة الشهير «إجنتس جولد تسيهر» في كتابه «مذاهب التفسير الإسلامي»
يحاول بكلّ جهده الحطّ من قيمة نصّ الوحي الإلهي المعجز القرآن الكريم، و يأخذ من
ظاهرة اختلاف القراءات ذريعة لإثبات وجود اختلاف في نصّ الوحي النازل من السماء،
بما يوجب سلب الثقة عن النصّ الأصل، فيما زعم!