responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيانة القرآن من التحريف المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 42

عواصف أحداث الزمان. و أجدر به أن لا يقع عرضة لتلاعب أهل البدع و الأهواء، شأن كلّ سند وثيق يبقى، ليكون حجّة ثابتة مع مرّ الأجيال.

و هذا الضمان الإلهي هو أحد جوانب إعجاز هذا الكتاب، حيث بقاؤه سليما على أيدي الناس و بين أظهرهم، و ليس في السماء في البيت المعمور في حقائب مخبوءة وراء الستور. ليس هذا إعجازا إنّما الإعجاز هو حفظه و حراسته في معرض عام و على ملأ الأشهاد.

فمن سفه القول ما عساه يقول أهل التحريف: «إنّه تعالى يحفظ القرآن في الموضع الذي أنزله فيه، كما كان محفوظا في المحلّ الأعلى قبل نزوله. و القرآن إنّما نزل به جبرئيل على قلب سيّد المرسلين ليكون من المنذرين، فمحلّه الذي أنزله تعالى فيه و وعد حفظه، هو قلبه الشريف، لا الصحف و الدفاتر و لا غير صدره صلّى اللّه عليه و اله من الضمائر ...».[1]

هذا و قد ذكر أهل التفسير- بشأن نزول الآية-: أنّه صلّى اللّه عليه و اله إنّما كان يخشى تلاعب أهل الأهواء بالقرآن من بعده، كما فعلوا بكتب الأنبياء السالفين. فنزلت الآية تطمئنّه على حفظه و حراسته عن تناوش الأعداء خلودا مع الأبد[2] و قرينة السياق أيضا شاهدة على هذا المعنى.

و الخلاصة: إنّ هذه الآية ضمان للرسول و عهد من اللّه على أن يبقى هذا القرآن سليما و محفوظا عن تناوش الأيدي، سلامة دائمة و بقاء مع بقاء الإسلام.

مضافا إلى أنّ حكمة التكليف تقضي أيضا بهذا البقاء و السلامة الأبدية.

و نظير هذه الطمأنة كثير في آيات اخرى (منها) قوله تعالى: «فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ».[3]

كان صلّى اللّه عليه و اله يخشى ممانعة أهل الكفر و مداخلتهم في الأمر، فيحولوا دون تأثير دعوته‌


[1] - راجع: فصل الخطاب للشيخ النوري، ص 360.

[2] - و قد أشار إليه المحدّث النوري في فصل الخطاب، ص 361.

[3] - الحجر 15: 94 و 95.

اسم الکتاب : صيانة القرآن من التحريف المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست