فيما غبر و
حضر تستدعي وقوع التحريف في القرآن أيضا.[1]
و
قد أسلفنا أنّ تحريف العهدين كان تحريفا معنويا و تفسيرا على غير وجهه. مضافا إلى
ضياع كثير من بنود الأصل، و كان الباقي سليما حتى عهد الرسالة، بتصريح الكتاب
الكريم.
و
أمّا تشابه الامم فإنّما هو في اصول الأخلاق و المعاشرة، المبتنية على أصل التنازع
في البقاء، و ليس في السلوك و الأساليب المتّخذة المتناسبة مع شرائط خاصة بكلّ
زمان، حسبما سبق تفصيله.
***
و قال- ثانيا-: إنّ الأساليب التي قام بها جامعوا القرآن ذلك العهد، لتستدعي
انفلات شيء من كلماته و آياته، و لا سيما بالنظر إلى عدم إمكانية الإحاطة بجميع
القرآن لمن لم يستكمل الجمع على حياة الرسول صلّى اللّه عليه و اله.[2]
و
قد شرحنا مراحل جمع القرآن الثلاث منذ عهد الرسالة فإلى دور توحيد المصاحف على عهد
عثمان. و قد تحقّقت مرحلتان منها في حياة الرسول: تأليف الكلمات و نظم الآيات. و
بقي ترتيب السور إلى ما بعد وفاته صلّى اللّه عليه و اله. الأمر الذي لا يستدعي
تغييرا في كلمات القرآن و آياته الكريمة.[3]
***
و قال- ثالثا-: إنّ ما تذرّعت به العامة لتوجيه رواياتهم في التحريف بأنّها من
منسوخ التلاوة لغو باطل. إذ فيها الصراحة بأنّ كثيرا من التحريف حصل على يد عثمان
نفسه و في عهده.[4]
و
قد ذكرنا أنّها من تلفيقات الحشويّة جاءت في اصول العامة ذهولا، و لا وزن لها في