تعالى: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» في فضل علي
عليه السّلام. و عن ابن عباس:
نزلت
الآية في علي عليه السّلام.
و
أيضا روى الثعلبي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام قال: معنى الآية، بلّغ ما
انزل إليك من ربّك في علي عليه السّلام.[1]
و
عليه فالروايات بشأن آية التبليغ متظافرة بأنّها نزلت فيه عليه السّلام. و ليس في
شيء منها أنّ «في علي» كان جزء من الآية في نصّ الوحي.
نعم
جاءت في قراءة ابن مسعود: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ
ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- أنّ عليا مولى المؤمنين-
وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
النَّاسِ».
قال
ابن مسعود: هكذا كنّا نقرأ الآية على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله. أخرجه
السيوطي في التفسير[2] و أخرجه
علي بن عيسى الأربلي (693) في باب ما نزل فيه عليه السّلام من القرآن، عن زرّ بن
حبيش عن ابن مسعود.[3]
و
قد أسلفنا فيما سبق أنّ الظاهر أنّه أراد تفسير الآية بذلك، و أنّه كانت الآية
تفسّر على عهده صلّى اللّه عليه و اله كذلك.[4]
***
و بعد، فهذه من أبرز محاولات القوم بشأن إثبات التحريف، و قد عرض الجزائري أهمّ
نماذجها في دعوى الاستفاضة و التواتر. لكنّا لم نجد منه سوى تهريج عارم لا تحتوي
على شيء. «كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا
جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً».[5]
نعم،
كلّ ما يملك القوم إنّما هو حديث «سقوط الثلث» المشتمل على جلّ ما زعموه دليلا على
التحريف، و قد تفرّد بنقله صاحب الاحتجاج من غير إسناد، مع جهالة صاحب الكتاب.