و لا حظتهما
بدقّة و فحص كامل و لم أجد لهذه السورة المزيّفة أثرا و لا خبرا فيهما، بل العكس
وجدت صاحب الكتاب (العلّامة ابن شهر آشوب) ينكر على القائلين بالتحريف و لو بشطر
كلمة، فضلا عن سورة كاملة و يرفض احتماله رفضا باتّا.
و
هكذا نجد المؤلّف (ابن شهر آشوب) في كتابه الآخر «متشابهات القرآن» أيضا يؤكّد على
رفض احتمال التحريف و يستدلّ على نفي التحريف بآية الجمع[1]
و آية الحفظ[2] و يرى أنّ
القرآن كان مجموعا على عهد الرسول صلّى اللّه عليه و اله كما هو الآن من غير تغيير
و لا تحريف، و يحمل الروايات بشأن بعض الزيادات، على إرادة الزيادات التفسيريّة،
لا الزيادة في النصّ. و ليس في كلامه و لا إشارة إلى مثل هذه السورة المفتعلة.[3]
فيا
ترى كيف وجّهوا إليه هذه التهمة المفضوحة؟!
و
أظنّهم وجدوا من فقدان هذا الكتاب في مكتبات الحوزات العلميّة في العراق و إيران-
و لا سيّما في عهد الآلوسي لم يكن لهذا الكتاب عين و لا أثر، لا في بغداد فحسب بل
و في سائر البلاد القريبة منها- فأخذوا من هذا المجال فرصة إيجاد تلك الشبهة
الفاضحة.
و
كان شيخنا النوري (ت 1320) الذي كان تائها في غياهب خياله، قد ركض وراء متاهات
أمثال الآلوسي، و زعم من دسائسهم حقائق، و أصبح من المغترّين. نعوذ باللّه من
غفلات النفوس.
و
هكذا العلّامة الآشتياني (ت 1319) قد أخذه من أفواه علماء بغداد ممّن تربّوا على
يد علّامتها الآلوسي صاحب التفسير!
إذن
لا مستند لهذه السورة المزعومة في كتب الشيعة بتاتا، و لا نعرف من أين أخذها صاحب
الدبستان داعية المذهب الكيواني الصوفيّ الزرادشتي العتيد، حسبما يأتي.