قال ابن
هشام: هذه اللام عند سيبويه و الأكثر هي لام الابتداء المزحلقة التي تفيد التوكيد
و يلزم دخولها عند التخفيف بعد أن كانت جائزة عند التشديد.
و
عليه فلا إشكال في الآية رأسا.
***
و أمّا قراءة التشديد مع الألف، فهي قراءة بقية القرّاء سوى أبي عمرو، فحجّتهم
أنّها مكتوبة في الإمام هكذا بالألف فيجب متابعته. إنّما الإشكال في التشديد مع
عدم النصب.
فقالوا:
إنّها لغة لبعض العرب و هم «بنو الحارث بن كعب و من جاورهم».[1]
و القرآن قد يتبع في استعماله لغات القبائل غير المعروفة.
و
وجّهه النحويّون بوجوه؛ منها: أنّ «إنّ» هنا بمعنى نعم. و اشكل بدخول اللام في
الخبر. و اجيب بأنّها داخلة على جملة محذوفة المبتدأ. و اعترض بعدم إمكان الجمع
بين التوكيد و الحذف.
لكنّه
تكلّف بعيد. و المتّبع هي قراءة حفص التي عليها الجمهور.
و
أمّا قراءة أبي عمرو بالياء فعلى وفق الأصل، لكنّها قراءة شاذّة غير جائزة لدينا.
قرأ
المشهور: «و الصّابئون» بالرفع عطفا على محل اسم إنّ. قال الفرّاء: و يجوز ذلك إذا
كان الاسم ممّا لم يتبيّن فيه الإعراب، كالمضمر و الموصول. كقول الضابئ بن الحارث
البرجمي:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله
فإنّي و قيار بها لغريب
و
قال بشر بن حازم:
[1] - راجع: معانى القرآن للفرّاء، ج 2، ص 184؛ و سعد
السعود لابن طاووس، ص 265.