أبي نعيم
الإصبهاني كما أسلفنا.[1] و في
رواية أحمد بإسناده عن أبي واقد الليثي: أنّه من الحديث القدسي[2]
و لعلّه لذلك اشتبه الأمر على الأشعري. و قد سبق ذلك عند الكلام عمّا نسب إلى أبيّ
بن كعب برقم 11.
14-
سورة الأحزاب كانت أطول من البقرة!
و
أيضا نسب إلى أبيّ بن كعب- زورا- أنّه كان يعتقد من سورة الأحزاب أنّها كانت
لتضاهي سورة البقرة أو أطول منها.
روى
أحمد بن حنبل بإسناده عن زرّ بن حبيش عن أبيّ بن كعب، قال: كم تقرأون (أو كأيّن
تعدّون) سورة الأحزاب؟ قلت: ثلاثا و سبعين آية. قال: قط! لقد رأيتها و أنّها
لتعادل سورة البقرة (أي ما يقرب من مائتين و ثمانين آية، أربعة أضعاف الموجود!) و
فيها آية الرجم! قال زرّ: قلت و ما آية الرجم؟ قال: «الشيخ و الشيخة إذا زنيا
فارجموهما البتة نكالا من اللّه و اللّه عزيز حكيم».[3]
و
في منتخب كنز العمال: إنّها كانت لتضاهي سورة البقرة أو هي أطول منها.[4]
و
في حديث عروة عن خالته عائشة، قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ زمن النبي صلّى اللّه
عليه و اله مائتي آية، فلمّا كتب عثمان المصاحف، لم نقدر منها إلّا على ما هو
الآن.[5] و كانت
تزعم منها آية الرجم: «الشيخ و الشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذّة».[6]
قلت:
الحديث موضوع عن لسان الصحابي الكبير ابيّ بن كعب، إذ لم يعهد من مصحفه الاختلاف
مع مصاحف الآخرين بذلك و لا احتماله أصلا. و لعلّهم وضعوا ذلك عن لسانه متأخّرا
تأييدا لما كان يزعمه عمر بشأن آية الرجم ليخرج عن الانفراد. لا سيّما و أنّهم
عمدوا إلى وضع إسناد يشكّله أقطاب الشيعة الأجلّاء، كيزيد بن أبي زياد الهاشمي
[1] - المصدر، ص 99- 100؛ و حلية الأولياء، ج 3، ص 316.