responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيانة القرآن من التحريف المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 112

شهادة المستشرق (كارلونلينو)

يقول الاستاذ عبد الوهاب النجّار: كنت في سنة 1893- 1894 م طالبا بدار العلوم.

و كان يجلس بجانبي- في درس اللغة العربيّة- العلّامة الكبير الدكتور «كارلونلينو» المستشرق التلياني. و كان يحضر درس اللغة العربية بتوصية من الحكومة الإيطالية، فانعقدت أواصر الصحبة المتينة بيني و بينه. فاتّفق ليلة السابع و العشرين من شهر رجب سنة (1311 ه)- و هي ليلة المعراج، و الشوارع و الدرابين مزيّنة و الناس في سرور عيد- أن خرجنا في درب الجماميز، و جرى الحديث بيننا بالمناسبة. و قلت له في أثناء الكلام- و أنا أعلم أنّه يحمل شهادة الدكتوراه في آداب اليهود اليونانية القديمة-: ما معنى «بيريكلتوس»؟ فأجابني: إنّ القسس يقولون: إنّ هذه الكلمة معناها «المعزّى». فقلت له:

إنّي أسأل الدكتور «كارلونلينو» الدكتوراه في اللغة اليونانية القديمة، و لست أسأل قسّيسا! فقال: إنّ معناها «الذي له حمد كثير». فقلت له: هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من «حمد»؟

فقال: نعم. فقلت: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله من أسمائه «أحمد». فقال: يا أخي أنت تحفظ كثيرا. ثمّ افترقنا، و قد ازددت بذلك تثبّتا في معنى قوله تعالى حكاية عن المسيح: «و مبشّرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد».[1]

تحريف بلهجة التعبير

هناك نوع آخر من التحريف كان تحريفا بلهجة التعبير، كانوا يعبّرون بالكلمة تعبيرا محرّفا فيختلف معناها عمّا لو كانت تؤدّى بلهجتها الاولى.

كانت اليهود تلوي ألسنتها عند النطق ببعض الكلمات فتنقلب فحشا و مسبّة. كما قال تعالى عنهم: «مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَ يَقُولُونَ سَمِعْنا وَ عَصَيْنا وَ اسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَ راعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ طَعْناً فِي الدِّينِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا وَ اسْمَعْ وَ انْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَقْوَمَ وَ لكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ».[2]


[1] - بهامش قصص الأنبياء، ص 397- 398، برقم 2، و الآية 6 من سورة الصفّ.

[2] - النساء 4: 46.

اسم الکتاب : صيانة القرآن من التحريف المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست