فيا
ترى لم تقرع هذه الآيات مسامع ابن عربيّ في تقوّله ذلك الفضيع الشنيع!؟ و له من
أمثال هذه الشنائع طامّات شحن بها دفاتره من غير هوادة.
و
بحقّ قال الإمام محمّد عبده بشأن تفسيره: و فيه من النزعات ما يتبرّأ منه دين
اللّه و كتابه العزيز.[3]
و
من المؤسف أنّ جماعات ركضوا وراءه من غير وعي ركض الظمآن وراء السراب!
التفسير
بالرأي
أمّا
التفسير بالرأي- الذي جاء النهي عنه صريحا و تعضده شريعة العقل- فهو القول في
القرآن بغير علم، إمّا بتحميل الرأي على القرآن- كما دأب عليه أرباب النحل و
الأهواء المبتدعة- أو الاستبداد بالرأي في تفسيره، من غير مراجعة ذوي الكفاءة من
أهل العلم، و مع غضّ النظر عن الأصول المعتمدة المقرّرة لفهم الكلام، و لا سيّما
الشرائط التي يجب توفّرها في مراجع نصوص الشريعة، و بالأخصّ فهم كلام اللّه العزيز
الحميد.
[م/
56] روى أبو جعفر الصدوق بإسناده إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام قال: قال
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «قال اللّه- جلّ جلاله-: ما آمن بي من
فسّر برأيه كلامي»[4].
[م/
57] و قال- أيضا-: «من قال في القرآن بغير علم، أو برأيه، فليتبوّأ مقعده من
النار»[5].
[م/
58] و قال الصادق عليه السّلام: «من فسّر القرآن برأيه فأصاب لم يؤجر، و إن أخطأ
كان إثمه عليه»[6].