responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير الأثرى الجامع المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 43

الصالح فيه، فإنّه جار على ما تقضي به العربيّة، و ما تدلّ عليه الأدلّة الشرعيّة، حسبما تبيّن قبل.

و إن كان الثاني فللتوقف عن اعتباره في فهم باطن القرآن مجال. و أخذه على إطلاقه فيه ممتنع، و ليس من قبيل الأوّل.

و بعد فإنّ تلك الأنظار الباطنة في الآيات المذكورة إذا لم يظهر جريانها على مقتضى الشروط المتقدّمة، فهي راجعة إلى الاعتبار غير القرآني، و هو الوجودي‌[1] و هو أمر خاصّ، و علم منفرد بنفسه يختصّ بموارده. فكون القلب جارا ذا قربى، و الجار الجنب هو النفس الطبيعى، يصحّ تنزيله اعتباريّا بمقابلة الوجود للنصّ و قياسه عليه. غير أنّه مغرّر بمن ليس براسخ.

و أيضا فإنّ من ذكر عنه مثل ذلك لم يصرّح بأنّه المعنى المقصود من الآية لدى الخطاب، بل أجراه مجراه و سكت عن كونه هو المراد.[2]

أي لم يجعله تفسيرا للآية، حتّى يكون تفسيرا بالرأي، بل أجراه مجرى تداعي المعاني حسب البيان الآتي.

التأويل عند أرباب القلوب‌

للتأويل عند أرباب القلوب الواعية حديث طريف يختلف عن تأويلات الباطنيّة غير المبتنية على أساس معقول.

إنّ أهل التحقيق من أصحاب العرفان الصوفيّ يقرّون تفسير أهل الشريعة، في الأخذ بظاهر القرآن و يرونه الأصل في تنزيله، سوى أنّ لهم في كلام اللّه مذاقات عرفانيّة رقيقة لا يمكنهم إغفالها، لأنّها بمثابة واردات أو هواتف هي سوانح ملكوتيّة قدسيّة، تفاض على القلوب الواعية.

هذا تفسير كشف الأسرار للمولى أبي الفضل رشيد الدين الميبدي تفصيلا و تبيينا لتفسير العارف السالك الخواجة عبد اللّه الأنصاري، تراه جمع بين الظاهر و الباطن كلّا على حدّه. يفسّر


[1] أي هذا الفهم الباطني للآية مستفاد من أمر خارج عن إطار القرآن، أمثال أسباب النزول الواردة في النقل، كما روي في معنى قوله تعالى: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ أنّ« ألف شهر» هي مدّة الدولة الأمويّة، لأنّها مكثت ثلاثا و ثمانين سنة و أربعة أشهر. و أنّ ذلك تسلية للنّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حيث رأى أنّ بني أميّة ينزون على منبره نزو القردة فاغتمّ، فجاءت الآية تسلية له فسرى عنه. قال الشيخ عبد اللّه درّاز- في الهامش-: فهذا المعنى لم يؤخذ من القرآن ذاته، بل أخذ من الخارج، و الواقع في ذاته يصادقه بمصادفة مطابقة العدد. و اللفظ لا ينبو عنه.( الموافقات 3: 404).

[2] المصدر: 403- 405. و قد وقع بعض التصرّف شرحا و إيضاحا لما لطف و دقّ من المعاني.

اسم الکتاب : التفسير الأثرى الجامع المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست