responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير الأثرى الجامع المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 391

و الصدّيقين و الشهداء، فقد وفّق للإسلام و تصديق الرسل و التمسّك بالكتاب و العمل بما أمر اللّه به و الانزجار عمّا زجره عنه، و اتّباع منهج النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و منهاج الخلفاء الأربعة من بعده و كلّ عبد للّه صالح. و كلّ ذلك من الصراط المستقيم‌[1].

تفسير صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‌

و هذا تبيين للصراط المستقيم الذي يبتغي العبد الاهتداء إليه و التداوم عليه. ألا و هو سبيل الطاعة المؤدّي إلى الهداية و شمول العناية الإلهيّة الكبرى. وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفى‌ بِاللَّهِ عَلِيماً[2].

وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً. وَ إِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً. وَ لَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً[3].

نعم، عاقبة الطاعة و الاستسلام للّه تعالى، هو الاهتداء إلى معالم الهداية و شمول العناية، الكافلة لسعادة الدارين.

و هي الطريقة الوسطى لا غلوّ فيها و لا تقصير:

لا غلوّ يستجلب السخط من اللّه‌ وَ لا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى‌[4]. وَ لكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‌[5].

و لا تقصير يوجب الضلال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ قَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِ‌ ... وَ مَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ‌[6].

وَ مَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ‌[7].

و جاء في الروايات تفسير الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ‌ بالنبيّين و بالذين اتّبعوا الدين الحنيف، مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً. و الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‌ باليهود الذين غلوا في دينهم و حادوا عن الطريقة الوسطى.


[1] راجع: الطبري: 1/ 110، و نقله ابن كثير في التفسير 1: 30.

[2] النساء 4: 69- 70.

[3] النساء 4: 66- 68.

[4] طه 20: 81.

[5] النحل 16: 106.

[6] الممتحنة 60: 1.

[7] البقرة 2: 108.

اسم الکتاب : التفسير الأثرى الجامع المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 391
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست