و الصدّيقين
و الشهداء، فقد وفّق للإسلام و تصديق الرسل و التمسّك بالكتاب و العمل بما أمر
اللّه به و الانزجار عمّا زجره عنه، و اتّباع منهج النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم و منهاج الخلفاء الأربعة من بعده و كلّ عبد للّه صالح. و كلّ ذلك من الصراط
المستقيم[1].
و
هذا تبيين للصراط المستقيم الذي يبتغي العبد الاهتداء إليه و التداوم عليه. ألا و
هو سبيل الطاعة المؤدّي إلى الهداية و شمول العناية الإلهيّة الكبرى.
وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ
وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ
عَلِيماً[2].
و
جاء في الروايات تفسير الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
بالنبيّين و بالذين اتّبعوا الدين الحنيف، مِلَّةَ إِبْراهِيمَ
حَنِيفاً. و الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ باليهود الذين غلوا في دينهم
و حادوا عن الطريقة الوسطى.
[1] راجع: الطبري: 1/ 110، و نقله ابن كثير في التفسير
1: 30.