[1/ 382] و
روى مسلم عن أنس، قال: صلّيت خلف النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أبي بكر و
عمر و عثمان، فكانوا يفتتحون ب
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، لا يذكرون بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ،
لا في أول قراءة و لا في آخرها.
[1/
383] و عنه أيضا: لم أسمع أحدا منهم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ[1]. و
جاء في الهامش:
معناه:
أنّهم كانوا يسرّون بالبسملة كما يسرّون بالتعوّذ. و هو المعنيّ بقوله: فكانوا يستفتحون
بالحمد للّه! و الدليل على هذا التأويل رواية أنس أيضا، قال: صلّيت خلف النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خلف أبي بكر و عمر، فلم أسمع أحدا منهم: يجهر ب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ[2].
في
كتابة البسملة
[1/
384] روى ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني بإسناده إلى سيف بن هارون
مولى آل جعدة، قال: قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام: اكتب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من أجود كتابك، و لا تمدّ
الباء حتّى ترفع السين[3].
قال
المحقق الفيض الكاشاني: يعني: لا تمدّ الباء إلى الميم- كما وقع التصريح به في
حديث الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام. و رفع السين: تضريسه[4].
و
قال الفاضل الأسترآبادي: استحباب رفع السين قبل مدّ الباء، يحتمل اختصاصه بالخطّ
الكوفي[5].
[1/
385] أخرج الختلي[6] في مسند
عليّ عليه السّلام عن سعيد بن أبي سكينة، قال: بلغني أنّ عليّ بن أبي طالب عليه
السّلام نظر إلى رجل يكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ، فقال: جوّدها، فإنّ رجلا جوّدها فغفر له[7].
[1] المصدر، و راجع: مسلم 2: 12؛ ابن كثير 1: 18، رواه
عن أنس في الصحيحين؛ كنز العمّال 8: 118/ 22175.
[6] هو: أحمد بن محمد بن أبي شحمة الختلي. روى عن أبي
سالم الروّاس عن أبي حفص العبدي عن أبان عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم:« من كتب بسم اللّه الرحمن الرحيم، فحسّنها غفر له». ذكره
الخطيب في تاريخه( 5: 235- 236، 2695). قال: