[م/ 367]
كرواية محمّد بن عبد اللّه- و هو مجهول- عن محمّد بن إسحاق عن الرضا عليه السّلام
و فيها- بعد السؤال عن الحيلة-: «قال: لا بأس به، قد أمرني أبي ففعلت»!! و هكذا في
رواية مسعدة بن صدقة[1].
قال:
و أنت خبير بأنّ بعض الأعمال و إن كان مباحا فرضا، لكن لا يرتكبه المعصوم المنزّه
عن ارتكاب ما يوجب تنفّر الطباع.
قال:
و لهذا في نفسي شيء من محمّد بن إسحاق هذا، و كان صيرفيّا يصرف النقود، و قد نسب
في رواياته ذلك إلى أربعة من المعصومين: الباقر و الصادق و الكاظم و الرضا عليهم
السّلام. فيا ترى كيف يصح قبولها!؟ و إنّما هي نظير روايات بيع العنب ممّن يصنعه
خمرا، مستنكرة جدّا و يرفضها العقل الرشيد. انتهى بتلخيص[2].
و
إنّما أطلنا الكلام في هذا الباب، نظرا لأهميّة الموضوع و لكونه تأسيسا- قد يبدو
جديدا- لطريقة تمحيص الروايات، يعود عهدها إلى عهد السلف من أهل التحقيق من
الفقهاء، رضوان اللّه تعالى عليهم.
منهجنا
في هذا العرض
و
منهجنا في هذا العرض هو اجتياز مراحل ثلاث للوصول إلى النتيجة المطلوبة في نهاية
المطاف:
أوّلا:
عرض الآية على دلائلها الذاتيّة في داخل إطارها، فإن وفت بالإفادة تماما، و إلّا
فسعيا وراء قرائن و شواهد من آيات اخرى، ترفع الإبهام و تحلّ المشكلة. حيث القرآن
ينطق بعضه ببعض و يشهد بعضه على بعض، كما قال الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام[3].
فإنّ الآية قد لا تنطق- حيث علتها هالة من الإبهام- فلا بدّ أن تستنطق، و ذلك
بالتدبّر و التعمّق في جوانبها و الاستعلام من آيات أخرى جاءت نظيرتها و تستهدف
نفس الاتّجاه. قال عليه السّلام: «ذلك القرآن فاستنطقوه، و لن ينطق»[4].
و ذلك حيثما أجملت و أبهمت، فمسّت الحاجة إلى البيان و التفصيل من خارج إطارها، من
آية أخرى