قال
جلال الدين السيوطي: و هذه الأحاديث الثلاثة مخرجة بطولها في آخر تفسير ابن
مردويه[2].
و
قال ابن الجوزي: و قد فرّق حديث أبيّ أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره، فذكر عند كلّ
سورة منه ما يخصّها. و تبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك. و لا أعجب منهما، لأنّهما
ليسا من أصحاب الحديث، و إنّما عجبت من أبي بكر بن أبي داود، كيف فرّقه على كتابه
الذي صنّفه في فضائل القرآن، و هو يعلم أنّه حديث محال[3].
و قد تقدّم كلامه.
قلت:
و لا يكاد ينقضي تعجّبي من علّامة ناقد أريب، هو أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي،
كيف أودع تفسيره القيّم الجليل حديثا كانت بوادر الوضع على محيّاه لائحة. و فرّقه
على السور حسب تفريق الثعلبي و ذويه. إن هي إلّا هفوة من عظيم و العصمة للّه.
ما
ورد بشأن خواصّ القرآن
هناك
الكثير من أصحاب الأوراد و الأذكار، صنفوا كتبا في علم الخواصّ، و هو علم- على ما
ذكره حاجي خليفة- باحث عن الخواصّ المترتّبة على قراءة أسماء اللّه سبحانه و كتبه
المنزلة، و على قراءة الأدعية. و يترتّب على كلّ من تلك الأسماء و الدعوات خواصّ
مناسبة لها.
قال
بعض العارفين: و اعلم أنّ النفس بسبب اشتغالها بأسماء اللّه تعالى و الدعوات
الواردة في الكتب المنزلة، تتوجّه إلى جناب القدس، و تتخلّى عن الأمور الشاغلة لها
عنه، فبواسطة ذلك التوجّه و التخلّي، تفيض عليها آثار و أنوار تناسب استعدادها
الحاصل لها بسبب الاشتغال. و من هذا القبيل الاستعانة بخواصّ الأدعية المأثورة،
يعتقد الرائي أنّ ذلك يفعل السحر.
قال:
و غاية ما يذكر في ذلك، كان مستنده تجارب الصالحين، و ورد في ذلك بعض من الأحاديث.
أوردها السيوطي في الإتقان، و قال: بعضها موقوف على الصحابة و التابعين، و ما لم
يرد به أثر فقد ذكر الناس من ذلك كثيرا، و اللّه العالم بصحّته[4].