و
صدق اللّه العظيم، جاء القرآن ليهدي إلى أقوم الطرق التي يمكن البشريّة أن تسلكها
للبلوغ إلى سعادتها في الحياة، تلك الحياة الخالدة العليا، و التي يكون القرآن
وحده رائدها و الهادي إليها على وجه الإطلاق. فيشمل الهدى أقواما و أجيالا، بلا
حدود من زمان أو مكان، و يشمل ما يهديهم إلى كلّ منهج و كلّ طريق و كلّ خير يهتدي
به البشر في كلّ العصور مع الأبد. و من ثمّ فإنّه بشارة لمن آمن به و صدّق برسالته
عبر الخلود.
[م/
1] قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «عليكم بالقرآن، فإنّه شافع
مشفّع، و ماحل مصدّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنّة، و من جعله خلفه ساقه إلى
النار. و هو الدليل يدلّ على خير سبيل. و هو كتاب فيه تفصيل و بيان و تحصيل. و هو
الفصل ليس بالهزل. و له ظهر و بطن، فظاهره حكم و باطنه علم.
ظاهره
أنيق و باطنه عميق. له نجوم و على نجومه نجوم. لا تحصى عجائبه و لا تبلى غرائبه.
فيه مصابيح الهدى و منار الحكمة، و دليل على المعرفة، لمن عرف الصّفة. فليجل جال
بصره، و ليبلغ