اسم الکتاب : مناقب آل أبي طالب - ط علامه المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 3 صفحة : 367
باب إمامة السبطين ع
فصل في الاستدلال على
إمامتها
قال الله تعالى وَ الَّذِينَ
آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ و لا اتباع أحسن من
اتباع الحسن و الحسين و قال تعالى أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ فقد ألحق الله
بهما ذريتهما برسول الله ص و شهد بذلك كتابه فوجب لهم الطاعة بحق الإمامة مثل ما
وجب للنبي لحق النبوة و قال تعالى حكاية عن حملة العرش الَّذِينَ
يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ .. وَ
يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ
عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ
الْجَحِيمِ رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ
صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ و قال أيضا وَ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ و لا يسبق
النبي ص في فضيلة و ليس أحق بهذا الدعاء بهذه الصيغة منه و ذريته فقد وجب لهم
الإمامة.
و يستدل على إمامتهما
بما رواه الطريقان المختلفان و الطائفتان المتباينتان من نص النبي ص على إمامة
الاثني عشر و إذا ثبت ذلك فكل من قال بإمامة الاثني عشر قطع على إمامتهما و يدل
أيضا ما ثبت بلا خلاف أنهما دعوا الناس إلى بيعتهما و القول بإمامتهما فلا يخلو من
أن يكونا محقين أو مبطلين فإن كانا محقين فقد ثبتت إمامتهما و إن كانا مبطلين وجب
القول بتفسيقهما و تضليلهما و هذا لا يقوله مسلم. و يستدل أيضا بأن طريق الإمامة
لا يخلو إما أن يكون هو النص أو الوصف و الاختيار و كل ذلك قد حصل في حقهما فوجب
القول بإمامتهما. و يستدل أيضا بما قد ثبت بأنهما خرجا و ادعيا و لم يكن في
زمانهما غير معاوية و يزيد و هما قد ثبت فسقهما بل كفرهما فيجب أن تكون الإمامة
للحسن و الحسين. و يستدل أيضا بإجماع أهل البيت ع لأنهم أجمعوا على إمامتهما و
إجماعهم حجة و يستدل بالخبر المشهور