و نهى أبو جهل رسول الله ص عن الصلاة و قال إن رأيت محمدا يصلي لأطأن عنقه فنزل فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً[1]
ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا قَالَ وَفْدُ ثَقِيفٍ نُبَايِعُكَ عَلَى ثَلَاثٍ لَا نَنْحَنِي وَ لَا نَكْسِرُ إِلَهاً بِأَيْدِينَا وَ تُمَتِّعُنَا بِاللَّاتِ سَنَةً فَقَالَ ع لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَيْسَ فِيهِ رُكُوعٌ وَ سُجُودٌ فَأَمَّا كَسْرُ أَصْنَامِكُمْ بِأَيْدِيكُمْ فَذَاكَ لَكُمْ وَ أَمَّا الطَّاغِيَةُ اللَّاتُ فَإِنِّي غَيْرُ مُمَتِّعُكُمْ بِهَا قَالُوا أَجِّلْنَا سَنَةً حَتَّى نَقْبِضَ مَا يُهْدَى لِآلِهَتِنَا فَإِذَا قَبَضْنَاهَا كَسَرْنَاهَا وَ أَسْلَمْنَا فَهَمَّ بِتَأْجِيلِهِمْ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.
قَالَ قَتَادَةُ فَلَمَّا سَمِعَ قَوْلَهُ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً قَالَ اللَّهُمَّ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً وَ كَانَ النَّبِيُّ ع يَطُوفُ فَشَتَمَهُ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ وَ أَلْقَى عِمَامَتَهُ فِي عُنُقِهِ وَ جَرَّهُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَأَخَذُوهُ مِنْ يَدِهِ وَ كَانَ ع يَوْماً جَالِساً عَلَى الصَّفَا فَشَتَمَهُ أَبُو جَهْلٍ ثُمَّ شَجَّ رَأْسَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
شعر
لقد عجبت لأقوام ذوي سفه
من القبيلين من سهم و مخزوم
القائلين لما جاء النبي به
هذا حديث أتانا غير ملزوم
فقد أتاهم بحق غير ذي عوج
و منزل من كتاب الله معلوم
من العزيز الذي لا شيء يعدله
فيه مصاديق من حق و تعظيم
فإن يكونوا له ضدا يكن لكم
ضدا بغلباء[2] مثل الليل علكوم[3]
فآمنوا بنبي لا أبا لكم
ذي خاتم صاغه الرحمن مختوم
فصل في استظهاره ع بأبي طالب
تَارِيخُ الطَّبَرِيِّ وَ الْبَلاذِرِيِّ- إِنَّهُ لَمَّا نَزَلَ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ صَدَعَ النَّبِيُّ ع وَ نَادَى قَوْمَهُ
[1] الدهر: 24.
[2] الغلباء- من القبيلة: العزيزة المنيعة( ق).
[3] نقل عن الجزريّ انه قال: العلكوم: القوية الصلبة يصف الناقة( انتهى) و في القاموس: العلكوم بالضم: الشديدة من الإبل و غيرها.